============================================================
ولا خطر غلى قلب بشر"1). وهي جنة القربة لا فيها حور ولا قصور ولا عسل ولا لبن.
وينبغي للانسان أن يعرف مقداره، ولا يدعي لنفسه ما ليس بحق له: قال أمير المؤمنين على (بن أبي طالب) كرم الله وجهه : (رحم الله امرىء عرف قدره، ولم يتعد طوره، ويحفظ لسانه، ولم يضع عمره) وينبغي للعالم أن يحصل معنى حقيقة الانسان المسمى بطفل المعاني، ويربيه بملازمة أسماء التوحيد، ويخرج من عالم الحسمانية إلى عالم الروحانية، وهو عالم السر ليس فيه/ غير الله ديار، وهو كمثل صحراء من نور لا نهاية (له) . وطفل المعاني يطير [19/ا] فيها، ويرى العجائب والغرائب فيها، لكن لا يمكن الاخبار عنها، وهي مقام الموحدين الذين فنوا من تعيينهم في عين الوحدة، فليس لهم في السر (إلا) رؤية نور جمال الله تعالى كما لا يرى (إلا الله) نفسه، فإذا [ امتلأت) الشمس فيه ، فلا جرم أن الانسان لا يرى نفسه بمقابلة جمال الله تعالى لغلبة (الحيرة) والمحوية في نفسه . (1] كما قال عيسى بن مريم عليه [الصلاة) والسلام : (لن يلج الانسان إلى ملكوت السموات حتى يولد مرتين كما يولد الطير مرتين) . والمراد [ منه ) تولد الطفل المعنوى (1) قطعة من حديث. آخرجه البخاري في "صحيحه، كتاب بده الخلق، باب : ما جاه في صفة الجنة، وأنها مخلوقة، 3072. وأخرجه مسلم في "صحيحه، كتاب الجتة، وصفة تعيمها وأصلها، 2824، عن آني هريرة رضي الله عنه . ولفظه : "قال الله تعالى : (أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر)- فاقرؤوا إن شثتم: { فلا تعلم نقس ما أخفي لهم من قرة أعين (سورة السجدة 17/32]" . وانظر جامع الأصول : لابن الأثير، ج494/1 .
(2) على بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ، أبو الحيسن ، ابن عم رسول الله ، أمير المؤمنين نشأ عنده وصلى معه أول الناس، وشهد المشاهد كلها إلا تبوك فإن النبي ع استخلفه على أهله ، وأحواله في الشجاعة واثاره في الحروب مشهورة، استشهد سنة أربعين. انظر كتاب "تهذيب تاريخ الخلفاء، للسيوطى، تذيب الشيخ نايف العباس، تحقيق خالد الررعى محمد غسان عزقول، نشر دار الألباب (دمشق): 1افي (ظ) : بياض. وفي بعض النسخ قال الشيخ زين الدين عطاء رحمه الله سر الأسرار(4)
Página 66