============================================================
فيا آيها الاخوان : انتبهوا وسارعوا إلى مغفرة من ربكم يالتوبة فادخلوا في الطريق، وارجعوا إلى ربكم مع هذه القوافل الروحانية، فعن قريب ينقطع الطريق ولا يوجد الرفيق إلى ذلك العالم ، فما جئنا [بتنقية) هذه الدنيا الدنية الخرابية ولنقنع [ بالمهمات النفسانية الخبيثة) [فنبيكم عليه الصلاة والسلام لآجلكم متظر مغموم) كما قال رسول 95 الله [ صلى الله عليه واله وسلم ) :" غمى لاخل امتي الذين في اخر الزمان "(1) .
(فالعلم المنزل) علينا علمان ؛ ظاهر وباطن يعني الشريعة والمعرفة- فأمر بالشريعة على ظاهرنا، وبالمعرفة على باطننا، لينتج من اجتماعهما علم الحقيقة كما قال واسير الله [ تعالى] مرج البحرين يلتلقيان ل ينهسما برزخ لا يبفيانسورة الرحمن 19/55-20] وإلا فبمجرد/ علم الظاهر لا تحصل الحقيقة ، ولا يصل إلى [ه [ب] المقصود، والعبادة الكاملة بهما، لا بواحدهما، كما قال الله تعالى: {وما خلقت الجن وألابنس إلا ليعبدون} (سورة الذاريات 56/51) - أي : ليعرفوني (1) - فمن لم يعرفه كيف يعبده؟.
فالمعرفة إنما تحصل بكشف حجاب التفس عن مراة القلب [بتصفيته)؛ فيرى فيها جمال الكنز المخفى في سر لب القلب كما قال الله تعالى في الحديث القدسي : و " كنث كنزا مخفيا فاخببت آن آغرف، فخلقت الخلق لكي اعرف "(2) فلما بين الله تعالى خلق الانسان لمعرفته (وجبت عليه معرفته] فالمعرفة نوعان معرفة صفات الله، ومعرفة ذات الله فمعرفة الصفات تكون حظ الجسم في الدارين، ومعرفة الذات [تكون] حظ (1) لم نعثر عليه (2) ورد في هامش (ظ) : قال الشيخ محمود أفتدى الاسكداري : لولا الحق ما وجد الخلق، ولولا الخلق ماظهر الحق [قاله الشيخ الأكبر) .
(3) قال القاري في الأسرار المرفوعة ، 353 : معناء صحيح، مستفاد من قوله تعالى : وماخلقت الحمن والانس إلا ليعبدون ([سورة الذاريات 56/51) . أي : ليعرفوني كما فسره ابن عباس رضي الله عنهما . وله شاهد قاله الألوسى في *روح المعانى "، ج 26/27 : روى الديلمي في " مسنده " ، عن أنس رضي الله عنه مرفوعا : " كنز المؤمن ربه " . أي : فإن منه سبحانه - كا، ما يناله من آمر تفيس في الدارين 47
Página 48