Sirat Muluk Tabacina

Shawqi Abd el-Hakim d. 1423 AH
170

Sirat Muluk Tabacina

سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا

Géneros

وضحكت شامة من شغاف قلبها وهي تنفض عنها أغطيتها، هاشة لاستقباله: حرب ... حرب، أما من لحظة راحة ... حب.

مضيا يتأملان الغلام الوليد في حب على ضوء الشموع العملاقة إلى أن أمسكت شامة بساعدي سيف وهي تهمس له بحنان؛ قائلة: كنت سأجيء، كنت أحلم بلحظة لقائي بوالدتنا الراحلة - قمرية - لكن. - أعرف، أعرف يا شامة يا حبيبتي.

واستقر سيف بن ذي يزن لفترة في بلاد زوجته شامة، معطيا بعض وقته لمولوده الجديد، الذي دفع دفئا متدفق الحماس فيه، وهو الذي تربى في ربوع ومنافي هذه البلاد يتيما معوزا.

إلا أن عين سيف اليزن لم تغفل لحظة عن عاصمة التباعنة «أحمرا» ولا عن ربوع اليمن والجزيرة والقرن الأفريقي وبعض بلدان المغرب الكبير وديار مصر - العليا - التي كانت موالية للعرب والبيت اليمني الحاكم آنذاك.

فكان دائم الترحال ما بين أفراح وأحمرا، بعدما تمكن من تأمين الطريق بين العاصمتين، فلم يعد بمقدور الأحباش قطع مسالكه وفرض نفوذهم كما كان في السابق.

بل ورغم ذلك لم يتوان سيف بن يزن عن استكمال توحيد فيالق وكتائب وأولوية جيشه الجديد خاصة بعدما وافت المنية أمه؛ تمهيدا للوثوب المباغت على إثيوبيا ذاتها. - وحتى يهدأ البال، باستئصال أصل الداء ومنبته، إثيوبيا.

وهو ما أصبح على يقين منه ملك الحبشة سيف أرعد ذاته، وبالتحديد عقب سماعه لموت قمرية، وتفرد ابنها سيف بالقرار، فضلا عن عامل اللائقة والمخاوف السائدة بينهما؛ أي بين سيف أرعد وسيف اليزن، فكيف للذئب إذن أن يصفو للغنم، وهو في نظر سيف أرعد. - الابن البكر لقمرية الأذية!

فلعل فرصة التبع الجديد سيف اليزن الآن أكثر اتساعا وبراحا من أي وقت وظرف مضيا.

غمغم سيف أرعد لنفسه وهو يراقب مياه البحر المتلاطمة في الأفق أمام عينيه الخائبتين. - لدخول تبع حمير إثيوبيا؛ ليقطع رأسي.

وكما لو أن ملك الأحباش يستشف مستقبلا جليا واضح الرؤية بقوله ذاك.

Página desconocida