قبيحة وخيمة ما بها تنظيف
بأسنان صفر والعيون مفتخرة
لها معصم يابس كحبل الليف
ترخي كرادين لها فوق صدرها
وبالأكل مثل الكلب عند الجيف «وسار الأمير دياب إلى الملك جوهر، وودعه وركب بقومه ورجاله إلى أن دخلوا بلاد الغرب، فخرج الأمير أبو زيد ولاقاهم، وتصالحوا ورجعوا إلى الأوطان، وعمل أبو زيد وليمة فاخرة، وذبح الذبائح. وصار الأمير أبو زيد والأمير دياب في محبة زايدة، ولكن أبو زيد لم يرجع للأمير دياب ملكه، وبقي هو الحاكم، فما هان على دياب وسار يقول: متى ترجع لي البلاد التي أخذوها مني؟ وأبو زيد لواطي. فاغتاظ الأمير دياب، وكمن السر لأبو زيد، وقال في نفسه: أنا صنعت دبوس وسكين السين للأمير حسن، فخلصنا من واحد وبقي علينا الآخر. وصار من ذلك الوقت يحمل الدبوس، وكان بسبع فراشات من تحت العباية حتى لا يلحظ عليه أبو زيد، إلى أن كان ذات يوم خرجوا للصيد والقنص، وكان مع الأمير أبو زيد جماعة من قومه، ومع الأمير دياب جماعة من قومه، فوصلوا إلى البر، وخرجت الفهود والصقور، تفرق الفرسان تطارد الغزلان.» «وبقي الأمير دياب وأبو زيد في جهة، وصار الأمير دياب يطارد الشهبا، ويلعب كأنه في الميدان، فصار يعمل مثله أبو زيد، فدار نصف ساعة فصاح فيه، وقال خذها من يد دياب، فالتفت أبو زيد مرعوبا، فوجد في يد الأمير دياب سنبلة قمح، فضحك دياب وعمل هذا الأمر ثلاث مرات، ورابع مرة صاح دياب خذها من يد دياب، فما التفت أبو زيد، وظن أنها ضحكة مثل العادة عند ذلك، لكن الشهبا طلعت كالريح حتى قربت من أبو زيد وصار جنبيه، فسحب الدبوس، وضربه على رأسه، فطلع برز مخه فرأس الدبوس، فوقع أبو زيد على الأرض عميان، فوقع الأمير دياب، وقد أخذته الشفقة، فصار إليه يبكي ويلعن الحمق مدة من الزمان، فتح أبو زيد بعينه دياب واقف، فقال له: ما كان ظني فيك يا دياب. ثم تنفس منشدا:
قال أبو زيد الحزين الهايم
دمعي على خدي سجايم
أيا دياب الخيل يا ولد غانم
أيا صاحب الأفعال بين العوالم
ما كان ظني يا دياب الخيل تخونني
Página desconocida