165

Sirat Bani Hilal

سيرة بني هلال

Géneros

تدق الثرى في رجالها وتطير

فما كان ظني يا دياب بن غانم

أشوفك بهذا الحال والتأخير

تشال على أيدي الرجال كميت

وتبقى تقاسي الذل والتأخير «وأسرعت ومدت إلى أخيها فرش من ريش النعام، وأخذت ترش عليه من ماء الجذام، وهو ينتفض ويرتعش، وبقي على هذا الحال ثلاثة أيام، لا يذوق طعاما ولا يقابل مناما، وهو يستغنم الفرصة حتى تناصف ليل اليوم الثالث، فدخل على حسن وهو غارق في منامه، فعند ذلك استل الشفرة التي كانت معه في مدة حبسه، وهو يحضرها لمثل هذا الوقت، فانطرح على حسن وذبحه من الوريد، وتركه يتخبط بدمه، وسار يجد السير تحت ظلام الليل، إلى أن وصل إلى قومه وعشيرته، وعند الصباح فرحوا به كثيرا وانسروا لرؤيته، وأخذوا يسألونه عن قصته، وعن كيفية إطلاقه من سجن حسن، فأخذ يقص عليهم القصة، ويخبرهم كيف صار من البداية للنهاية إلى أن أخبرهم بقتله السلطان، فحزنوا وقالوا: أصبحنا عبرة عند العرب، فسوف يصير بنا كما صار مع جساس بن مرة والأمير كليب، ومن الآن أصبحت عداوة كبيرة بين عشائر بني هلال، وسوف يصلون إلينا، فلنرحل من هذا المكان قبل أن تدركنا جميع بني هلال. فلما سمعوا كلامه وفهموا مرامه، قالوا: إن هذا هو الأمر الأحسن لنا؛ لئلا تدركنا جيوش بني هلال.

فهدموا الأطناب، وأودعوهم ظهور الجمال، وأركبوا النساء والأطفال، وصاروا يجدون بقطع الروابي والبطاح، وما إن عم خبر اغتيال دياب للسلطان حسن بن سرحان، حتى عمت الأحزان القيسيين والعامريين، وما إن وصل الخبر مسامع أبي زيد حتى شق ثيابه، وألقى بشاله، ونتف لحيته، وأهال التراب مع النساء، وبكته أخته الجازية:

عمود ركبتي قد هبط يا نكبتي

طول المدى ما أنظر الأفراح

وبكينه:

يا مشبع الجوعان معزي الحزين

Página desconocida