وكما كان متوقعا فإن القبائل المطاردة انتقمت لنفسها بممالأة العدو. فقد كتب بنو الدعام إلى الصليحيين عارضين عليهم الانضمام إلى قواتهم. وسارع الصليحيون بعد موت السلطان أحمد بن مظفر إلى نقض العهد(1) مع ذي الشرفين، وصار بوسعهم الاندفاع عميقا في شمالي اليمن. وهكذا اجتاح سليمان ابن عمير الزواحي البون(2) وشرف البياض من مخاليف شهارة. أما خيل المكرم فقد وصلت إلى أقر على مقربة من شهارة مقر ذي الشرفين(3). واستطاع ذو الشرفين مؤقتا استعادة زمام الأمور. فقد اتجه للاستعاضة عن قبائل الجوف ببني مالك وربيعة خولان من قبائل نواحي صعدة، كما استعان بالصعديين. وهناك تفاصيل في السيرة عن تحركات ذي الشرفين العسكرية لن نعود إليها هنا. بل نريد أن نذكر فقط حملة ذي الشرفين ضد الثائر الإباضي الحطيط بن عبدالمجيد في ذي القعدة عام 469ه/يونيو 1077م. وقد نجح في إخضاع الثوار مع الحطيط، وعين نشوان بن نشوان سلطانا على الشرف. لكن السيرة لا تذكر شيئا عن مصير الحطيط نفسه(4).
Página 35