ولم يمكث الشريف الفاضل طويلا مع أسرته بل آثر أن يغادر اليمن، ليس خوفا على نفسه، كما تؤكد السيرة، بل تورعا من أن يبقى تحت سيطرة الصليحيين، الذين كانوا ينتظرون منه أن يظهر في بلاطهم بين الحين والآخر، وأن يصاحبهم في غزواتهم، وهكذا خرج مع أخيه ذي الشرفين، وقلة من أتباعه سرا باتجاه مذاب بالجوف، ماضيا خلال بلاد بني بحر، متجاوزا صعدة، خائفا أن تؤذيه بعض القبائل أو تحتجزه تقربا للصليحي، متابعا مسيرته السريعة عبر بدر إلى بلاد عنز بن وائل حتى وصل إلى ترج ببلاد خثعم، وهي المقر القديم للأسرة منذ عهد جده. وكان بعض أفراد الأسرة لا يزالون يقيمون بترج، ولهم صلات حسنة بالبطون القبلية بالمنطقة. وهناك تزوج ذو الشرفين بابنة عمه سليمان بن القاسم بن علي، أما هو فتزوج امرأة من آل صهيب.
Página 16