الكتاب وسار على غير الطريق الذي سارت فيه العرب حتى وصل إلى سرنديب فدخل على أندهوق وناوله الكتاب وبلغه رسالة كسرى وبعد أن قرأ الكتاب صبر إلى حين وصول العرب واستنتج مآل التحرير أن كسرى يريد أن يظلم الأمير حمزة ويعامله بغير ما استحقه وحيث أن خلص له بلاده فيريد أن يبلكه ويعدمه الحياة غير أنه كتم ذلك إلى وقته ولا زال الأمير حمزة وباقي العرب سائرون من مكان إلى مكان عدة أسابيع إلى أن أقبلوا على واد يقال له سرنديب وهو يبعد عن بلاد أندهوق ملة عشرة أيام فرأت العرب في ذاك الوادي كثرة الأشجار وينابيع المياه وحسن المواء فنزلت فيه وهي منتعشة الأرواح من جري الروائح الذكية المنبعثة عن الزهور العطرية ولاح لحمزة أن يقيم في ذاك الوادي ثلاثة أيام ليرتاح من معه من التعب الذي لحق مهم مدة السفر الطويل فضربوا خيامهم وشدوا أطنامهم وسرحوا خيولهم مسرورين بقيامهم بذاك الوادي طوال ذاك النهار وفي اليوم الثاني ركب الأمير حمزة وقصد أن يوسع في البر أولا ليصطاد من وحش ذاك الوادي وثانيا ليتفرج عليه فسار عن عسكره مقدار ساعتين ثم استلم طريق الآكام والجبال وجعل يسير فيها وهو لا يرى وحشا ولا ما يصطاده فتعجب كيف أن ذاك المكان خال من الوحوش والأرائب إلا أنه داوم المسير وتقدم شيئا فشيئا إلى أن اشتد الحر وحمي المجير فاشتاق إلى شرب الماء وكان قد وصل إلى نصف الجحبل فلم ير هناك ولا عين ماء فعرف أن الماء كله في الأسفل غير أنه أمل ربما يلاقي بعد قليل عين ماء فجعل يتقدم وكلم)| تقدم يشتد عليه الحر ويظمأ حتى ضاقت منه الأنفاس وبيندا هو على مثل ذلك وإذ لاحت منه التفاتة إلى رأس الحبل فتبين هناك صومعة عليه ففرح وقال لا بد أن يكون في هذه الصومعة أناس يسكنئونها فيوجد عندهم الماء فأطلق لجحواده الأصفران العنان وسار يتقدم بسرعة حتى وصل إلى أعالي الجبل ودنا من .الصومعة وطرق بابها ففتح له فدخل وإذا به يرى أربعين شيخ يسكنون فيها كلهم بذقون بيضاء قائمين على الصلاة والعبادة فحياهم وقال هم هل تسمحون لي بشربة ماء فلما سمعوا كلامه وشاهدوه تقدموا منه وقالوا له على الرحب والكرامة يا حمزة وجاءوا حالا بالماء فتعجب كيف أنهم عرفوه في إلحال ولم يروه قبل ذلك اليوم وبعد أن شرب قال لمم أريد"أن أسألكم من أين عرفتموني فناديتم باسمي ومن الذي أنخبركم عنه قالوا أن الخضر عليه السلام من زمان طويل حضر الينا في هذه الصومعة وأخبرنا أنه سيأتينا في زماننا الأمير حمزة العرب من برية الحجاز من أشرف مكان في العالم أي من مكة المطهرة فيزوركم وهو عطشان ومن ذاك اليوم إلى يومنا هذا لم يحضر إلينا أحد سواك غريب . ونحن على الدوام نصلي لله وقد خحصصنا أنفسنا لعبادته اناء الليل وأطراف النبار وإننا نبشرك أن لك عندنا أمانة أوصينا من سيدنا الخضر عليه السلام أن نسلمك إياها ثم جاءوه برمح طويل مكعب يلتوي كالأفعى له سنان حاد مسقى بالسم إذا مر على الجسم قتل ودفعوا إليه أيضا ثوبا ثمينا مدبجا بالزخارف وفيه ١7
Página desconocida