فهذه رحمكم الله وأعز بكم دينه، أودية العلم وغيطانه، وحدائق الحكم ومظانه، قد ملك رباها، وحمى حماها ورعا كلاها، وملاك ذلك كله [22ب-أ] جودة الاستنباط وحضور البال ويقظة الخاطر وانتباه الذهن وحسن الفحص عن لطائف المغمضات، واستثارة دقائق الغوص المبهمات، ولقد رأينا منه عجابا في كتاب: (بغية المرتاد ) وهو جواب عن مسائل فقهيه وهي عديمة النص في الأغلب سأله عنها الشيخ الصدر العالم محيي الدين عطية بن محمد بن أحمد النحراني، فحلل عقدها، وفتح سددها، وقوم بالإيضاح إودها، وأفاض عليها خليجا من بحر علمه الزخار، وفيض مده التيار، وينبوع فهمه الفوار، حتى حسرت عن لثامها الاختبار، وكشفت برقعها للنظار، قد نظم في سلكها اللؤلؤ والنظار، وكاد برقها يذهب بالأبصار، ثم فاتحه في الكلام من فاتحه من علماء اليمن فرأى منه ما يبهر العقول نورا، ويرد الطرف دونه حسيرا.
Página 70