وله رحمه الله من الكتب العجيبة الرائعة في هذا الشأن ما تتضمن ما ذكرنا، وتكلم الشيخ العالم جمال الدين أحمد بن محمد الرصاص بكلام سمعه الجمع ووعاه كل سمع في صحراء ثلاء على المنبر، وكان كثيرا ما يذكر في خطبته نعوته الشريفة بالصفات التي هي أحلى من الضرب وأحسن من ذوب الذهب حيث يقول: اللهم وصل على ذي الوجه الوضاح، والحسب الصراح، الحامي حماك بلهاذم الرماح، وعروب صفائح الصفاح، إمام أهل الأرض، القائم بالسنة والفرض، الذي جبلت قلوب المؤمنين على مودته، وفتحت أبواب النصر نير طلعته، الذي ليس للمسلمين إمام سواه، ولا خليفة حق في الأرض إلا إياه، [21أ-أ] المبرأ من كل وصم وشين، المكنى بأبي الحسين أمير المؤمنين أحمد بن الحسين بن أحمد بن القاسم بن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ثم يرادف ذلك بالدعاء المسجع، والكلام المرصع، وله من الكتب إلى جيلان وديلمان وتلك البلدان وغيرها.
وهذه نسخة كتابه إلى جيلان وديلمان، وقد نقلنا منه ما يتعلق بالسيرة المهدية سلام الله على صاحبها حرفا بحرف أوله بخط الرصاص.
قال بخطه: من الفقير إلى الله تعالى أحمد بن محمد بن الحسن إلى جهة الجيل والديلم مع الأخ البر رحيم داذ.
هل ركب مكة حاملون تحية .... تهدى إليكم من محب مغرم
أغضى الجفون على معين ساجم .... وطوى الضلوع على جوى متقدم
إن لم يبلغها الحجيج فلا رموا .... بالجمرتين ولا سقوا من زمزم بسم الله الرحمن الرحيم
Página 65