فإن نعم الله وإن فاتت العد، وتجاوزت الإحصاء والحد، فإن من أجلها قدرا وأعظمها خطرا ما من الله به علينا يا أهل هذا العصر، وأتحفنا به يا أبناء هذا الدهر من قيام مولانا ومالكنا الإمام، الأعلم الهمام، المهدي لدين الله أمير المؤمنين رب المعالي والمكارم أحمد بن الحسين بن أحمد بن القاسم، فإن قيامه من النعم الجسام، والأيادي العظام...إلى قوله: وهو سلام الله عليه المحرز لقصبات السبق، المجلي في مضمار الحق، نشأ على طهارة معروفة، ومحاسن موصوفة، وفاق بورعه المبرزين في ميدان العفاف، وكف عن الأمور المشتبهة أحسن كفاف، حتى أنه لم يعرف أنه أتى مليما ولاقارف ذميما، ولا واقع نكرا، ولا آثر هجرا، بل تحلى بالورع قولا وعملا، وتفصيلا وجملا، وله في ذلك المزية التي لا تنكر، والحظ الأوفر، وإن نظرت إلى حلمه وجدت طودا راسخا، وشرفا بالوفاء باذخا، وإن شاهدت أخلاقه الرضية وشمائله المرضية عاينت ما هو أرق من السلسال، وأعذب من الماء الزلال، ولقد وسعت جميع الخلائق، وغدت طرازا في محاسن الطرائق...إلى قوله: وإن طلبت البحث عن العلم بالفنون، فلديه الصفو المكنون، والجوهر المخزون، قد ضرب في كل عرق بنصيب وافر، وأضحى قدحه فيها القامر، يستنبط فيها الغرائب، ويرى محاوره منه العجائب، بلغ درجة الاجتهاد المطلوبة، وأضحت أنوارشموسه غير محجوبة، وهاهو قد نصب نفسه في ميدان السؤال ومقامات الجدال، لا يتكدر خاطره لمشكل، ولا يعيا عليه فتح مقفل، يجلي[20ب-أ] المبهمات، ويفك المشكلات، ويكشف المعضلات، يرد الغامض بعذوبة لفظه وقرب معانيه جليا، ويضحى بكل سائل لطيفا حفيا.
Página 63