La Saga de Abi Tayr
سيرة أبي طير
Géneros
عهودا ولم تخلف لهن وعود
به الحميري الملك وهو فريد
مفاخر في الدنيا لهن خلود
لآثار ما سن الملوك يشيد
إليك العلا إن الصبور سعيد
وجندك منصور وأنت حميد[115ب-أ]
بخطب وتبدي في الندى وتعيد
ولا الموت مما يتقى فتحيد
وأن خلود المكرمات فقيد
لأرسانها لطف الإله يقود
وأطربت حتى لا يقال مريد
على الصبر ينموا خطبه ويزيد
أصول بها فيمن بغى فأبيد
بعزك ركن اليوم فهو شديد
برب له كل الملوك عبيد
بنصر له أهل السماء جنود
لها الدم قطر والصليل رعود
وظلت جبال الأرض وهي تمي
ولما اشتهرت هذه القصيدة وما تضمنته من الرموز والكنايات أجاب عنها الفقيه الأجل العالم أحمد بن أسعد التميمي فقال في ذلك:
نازل منها قائم وحصيد
وآثارهم بين الغنيمة والحمى
ولم يبقى ما بين الصعيد وصعدة
ينوح عليها المترفون فوحدهم
ويبغون في الدنيا خلودا وجنة
يودون من فرط الصبابة والأسى
قضى الله أن تفنى الديار وأهلها
تبدل شمس الدين بعد يقينه
ولما دعا داع إلى الحق صادق
ووالى عليه الكافرين ولم يزل
وفي مثوة ما زال يحمل كيده
فأهلك أخبار الورى وهداتهم
وكم نالت الأخيار منه فبعضهم
وشاد مع الكفار مهدوم دينهم
ومرت به الأهواء شمالا وإنها
فكيف بشيخ قد حنى الدهر قدحه
وما انفك يقتاد الجنود لقائم
إمام دعا بالحق لما تنكرت
إذا سار سار النصر أو صال صولة
فساد الورى طرا علاها ومثله
وأضحى زمام الملك بين أنامل
ودانت له الأملاك قسرا فمنهم
وطرد شمس الدين كل مطرد
وأصبح يزجي الأرحبيات وافدا
يحن إلى سوح المظفر مولعا
وحفت به غلف العلوج وحوله
فمن مبلغ عني الأمير وحزبه
وكابر ما قد شاءه لوليه
وأدرى رجالا من قريش كأنهم
بهاليل من آل النبي عليهم
وقد كان يرجو من بنيه متبعا
فياليت شمس الدين أمسى محله
ألم يأن أن يخشى القلوب وتتقي
وأن ينتهي أهل النهى عن جراير
ويكفي بني الزهراء أن نحوسهم
وأن قتيل الظالمين معذب
وأن لهم فيه سموا وعزة إمامكم المهدي حقا وإنه
Página 353