قال السيد الأمير شرف الدين يحيى بن القاسم رضي الله عنه: كان أمير المؤمنين عليه السلام في منزلي عند خروجه فلما حضر وقت صلاة الظهر استدعى بماء فتوضأ وصلى الظهر والعصر ودعا إلى الله دعاء حسنا في ذلك فأيقنت أن الله سبحانه قد استجاب دعوته المباركة فلما نهض نصبت الأعلام وحركت الطبول فنهض في جيش عظيم لعل الخيل المجتمعة هنالك إلى ثلاثمائة فارس فأما الرجل فكثير لم يحضر لي عددهم فلما بلغ إلى أسفل وادي ورور أمر بالمحطة هنالك لتعويل الأمير الكبير المتوكل على الله أحمد بن الإمام المنصور بالله عليه السلام وأمر بالضيافة الجزيلة العامة للناس وأمر بعض إخوته وأولاده في لقاء أمير المؤمنين فلما كان من الغد وهو يوم الجمعة أمر بالضيافة أيضا الجزيلة من ظفار من عند الأمير المتوكل ومن يقول بقوله وكذلك من حصن الإمام عليه السلام القفل المحروس وواليه يومئذ السلطان الأجل عفيف الدين الحسن بن إسماعيل الشهابي ونزل الأمير المتوكل إلى الإمام فسلم عليه وأمره الإمام بالوقوف في ظفار والتأخر عن الحركة لأمور رآها مصلحة فساعد إلى ذلك ونهض أمير المؤمنين عليه السلام آخر يوم الجمعة فحط في المسرع المعروف في أسفل وادي شوابة وأعلى الجبل فأقام هنالك ثلاث ليالي ووصل ثاني وصوله الأمير الكبير فخر الدين الحسن بن محمد بن إبراهيم، من أولاد محمد بن جعفر القاسمي في عصابة من أهله وبني عمه وشيوخ الأهنوم وحجور وتلك النواحي قريبا من ألف رجل فخرج أمير المؤمنين في لقائهم فسلموا عليه وسلموا له جملة من النذور والبر وغيرها من الحقوق الواجبة.
Página 260