============================================================
السيرة المؤيدية من عنده هي النقص بعينه ، ذلك فى سيدا الأمر، وغرضه فما يفعل الا يوجد مستسلما(1) ل بكليته ، وعاطلا عن صنع يكون له فيما هو بصدده . وكانت الأسور جارية على هذه المثالة سنة وزيادة ، وكنت منقطعا إليه مشتبكا به ، ولى فى خلالها دخول إلى أبى البركات قيل لما كان يلوح لى من بغضائه ، واتفق أننى دخلت إليه يومأ من الآيام بدخول من تقدم ذكره ، فجلست إلىجانيه وبجنب (ب) أكتافه (1) ، فرأى أبو البركات منه وسنى شخصين م بغضين إلى قلبه ، تقيلين فى عينه ، قرأى ان يضرب بعضنا يبعض ويصدم أحدنا بالآخر ، كما يفعله الدهاة الذين ليس هو منهم ، فأوحى إلى بعض شياطينه القائمين بين يديه أن يسارنى فى التناحى عنه قليلا لئلا اكون متصدرا معد ولزقا كتفى إلى كتفه ، فأهوى رأسه إلى يزمزم بهذا القول ، فدخلت أخماسى فى أسداسى ، وملأنى منه غيظا سد علىه موالج أنفاسى ، فقلت : أيها الوزير مالك لا تقول لأصحابك أن يكونوا عقلاه ، قال : وما صنعوا ؟ قال قائلهم : أشرنا عليه بأن لا يكون لقاضى القضاة مكاتفا ، وأن يجعل بيته وبينه فى التصدر فسحا . فقال أبو البركات : إذ كان هذا قوهم فماهم ، فما قالوا إلا صوابا ، والوجه أن لا يكاتف قاضى القضاة فانه من حاله وقصته كذا وكذا وأخذ يثى عليه بالقرب والاختصاص بالسلطان ، وتقدم المقدسة وارتفاع المنزلة ، فقلت : ما قالوا صوابا والوجه أن أكاتفه ، وأكاتفه إلى ما لا يتناهى ، قال : قد طولت لسانك فى هذا المجلس الذى هو مجلس أمير المؤمنين ، قلت : قد طولت لسانى فى مجلس هو أخص بأمير المؤمنين من هذا المجلس الذى أنت حاضره ، والذى أراه منك فهو تطاول بلا تطول ، ولكنتى أوتى الأمر من قبل نقسى حين أحضر مثل هذا الموضع الذى أغنانى الله عن حضوره يغى فسى، فقال : أيها المؤيد أين كانت هذه النفس الأبية حين ضرب غلمان البابلى ليلة من ليالى شهر رسضان غلمانك فى سقيفة الفلاحى ، قلت : أيها الوزير وماذا(ج) على من غلمان تخاصموا وتضاربوا، وما هذه الحجة من الحجج التى تودع صحيفة الذكر والفكر حتى تتشر يوما من الأيام فى مقامات التجنى على . وقمت وقد كلت إليه بالمكيال الذى اكتلت يه ماهو آزيد في المه واشد وقعا بوسبه ، ولم ألقه بوجه سسلما بقية ايام سلامته ويقائه ف وزارته . ولم يمكث إلا قليلا حتى انقض عليه عقاب المحنة كالليل الدامس ، فأخذه (1) في د: مستسل .- (ب) في ا5: جني .-(ج) فياك : وماعلى .
(1) اي جلس بجانب اليازورى ويجني اكتافه .
Página 122