============================================================
السيرة المؤيدية اراد به كيدا وكان من الأسفلين ، وذلك أنه أراد أن يورده من يسطة العمل ميدانا وسيعا (1) ، يأخذه به عن خدمة الحجهة الجليلة التى كان منها هيوب ريح سعادته ، فكان هذا أقوى محنة فى دهاه وجلادته من أن ينفذ فيها مرسل سهام كيده الضعيف ومكره ، فلما ندب لهاتين الخدستين العظيمتين ، لم يتثاقل عنهما بل سارع إليهما ، فجعلهما قرعا على الأصل الذى بيده من دون أن ينقض بناعه أو أوهن شيئا من قواه .
اطوبرواليازوس ولما استقر له من الأمرين ما استقر، وكنت على أوفاز(1) من سيرى ، وعجلة من اسري ، استخلاني به فخلوت معه وخاطبى على تفتير العزم الذى عزمته ، وبذل لى من فسه جميلا كثيرا إن أقمت ، وقال : المسير بين بديك تشد على مطيته أى وقت أردت ، وتبلغ مرامي همتك فيه مهما رأيت ، غير أن هذا الوقت وقت مضطرب وقد جرى فيه من الأستاذ المنفذ إلى حلب ما جرى (2) ، والنافذ على ذلك الطريق فى حميا هذه الحالة غرر پنفسه سلقم بها فم الخطار . فأذعنت لقوله ، وسكتت إلى بذله ، واستحببت للمقام ، وفصمت فى التوجه عرى الاعتزام ، وما شككت أن الكلام كلام غيره وكونه عارية على لسانه ، فلم أوثر أن أمد رسن المخالفة فيه أكثر مما مددته ، وقلت فى نفسى إذا كانت الصورة هنه وقد لزمتنى ملازم المقام ، وولى هذا الرجل سن الخدمة فى الدعوة ما يخبط مشه فى حندس من الظلام ، من حيت لا هو فى محل كر من حلبتها ولا إقدام ، ولا إسراج في ميدانها ولا إلجام ، وجب أن آتيه يشهاب قبس بهتدى بأنواره ، وأنهج له من الايانة هخا واضحا يجرى فى مضماره ، واجتهد أن يكون على كثير من سبقه إلى هذا المكان مبرزا ، وأن يكون ما يلفظ به من فوق هذا المنبر معجزا ، ليعلم أنى قد أمحضته ودى ، وأجهدت ف تجميله وتحسينه جهدى ، ولا يخدشنى بظفر الحسد كيف هو فى هذا الأمر دخيل وأنا فيه أصيل ؛ فجعلت أحوك له وشيا من الألفاظ يقرؤها فى الأندية ، ولولا توقيعاته فيها بزيادة (1) ف د : وسعيا.
(1) أوفاز جمع وفز بمعنى العجلة .
(2) يخيل إلى أن المراد بذلك هو خروج أمير الأمراء رفق الخادم على عسكر تبلغ عدته ثلاثين الف وملغت التفقة عليه أربعائة ألف دينار يريد الشام ومحاربة بنى مرداس الذين تلكوا حلب ولكنه اس ومات بقلعة حلب سنة 441* (خا المقريزي ص 4170.
Página 121