============================================================
أما بعد : فإن أميرالمؤمنين بمامنحه الله منخصائص المجد والفضل ، وأورثه من شرائف النجار والأصل ، يرعى للمخلصين من أوليائه طاعة مشايعية وولاءهم ويسنى رتبة الخلف للسنف ، ويرفع درجة ذرية الولى المزدلف ، ويفيض أنعمه على ذوى طاعته ، ويختص برحمته وبركته أهل دعوته ، منا يصل به فيهم جل البروالانعام، و فضلا يوليه منهم الخاص والعام . وقد كان الملك الأجل والدك - رضوان الله عليه - ورث فضل أبيه فى الخدمة ، وقام فى قيام دعوة أمير المؤمنين مقاما أعرب به عن خالص نية استحق بها التواب والرحمة ، وفاز فى ذلك بحظى الدنيا والاخرة ، وعاش فى ظل الدعوة سعيدا ، ومات فى التمسك بحبلها حميدا ، وأمير المؤمنين متقبل لأعماله ، راض عن دينه وولاته وأفعاله ، ومواصلة التبريك عليه ، والثناء بأحسن ثناء أثناه على (86) مثله ، ولما انتقل إلى رحمة الله ورضوانه لم يرأسير المؤمنين ان ينقل تراث دعوته عن ولده ، ولا يخرجها من بيته ، ولا يعدل عن محافظته على خدمته ، ورمث الضيعة فى عقبه وعترته ، فخرج أمر أمير المؤمنين بتقليد أخيك : الملك ، الأجل ، الأوحد ، المنصور ، العادل ، المكرم ، عمدة الخلافة، تاج الدولة ، سيف الإمام ، المظفر فى الدين ، نظام المؤمنين ، عماد الملة وغيات الأمة ، شرف الايمان ومؤيد الإسلام ، عظيم العرب ، سلطان امير المؤمنين وعميد سم جيوشه ، عبد المستنصر أدام الله تمكينه وعلوه ، ولبت حسدنه وعدوه- الدعوة الهادية ونصبه منصبه وأقرها فيه وأقر عينه بتوليها ، وعيون آوليائه بتقليد جميل الضيعة من يقوم بغرضها ويحييها ، وأصدر إليه سجلاته - أولا والآنبما 3 أظهره به على الأمثال ، وأمده من أيده وإمداده ، ماميزه به علىالأكفاء والأشكال، وأهله من تلك المنزلة للمنزلة المنيفة ، والرتبة العلية اللطيفة ، وخرج آمره إليك (87) و إلى كافة السلاطين والمقدمين والمؤمنين - آدام الله عزهم - بطاعته ، واعطائه صفقة اليد في مؤازرتهومعاضدته ، والحقوققدامه (1) ، وموالاة من يوالىأميرالمؤمنين ويواليه ، ومعاداة من يعادى آمير المؤمنين ويعاديه ، وسلم من يسالمه ، وحرب من (1ا) يعى "بالحقوق قدامه" ، القدوم عليه ، وعبارة"حق الطريق" معناها شق الطريق لوصول إليه .
39
Página 70