يزيد، إن وعد أخلف، وإن أصلح أتلف، ما لمملكته رتبة، وأجلابه أنحس جلبة، لا يغيث ملهوف ولا له مع رافد معروف، ولا يكشف كربة، ولا يطلب عن الله قربة، كأنه الشيخ عقبة، يقتدي بآراء الفساق، أحمق سيىء الأخلاق، سبحان الخلاق؛ يعجل في إتلاف النفوس برأيه المعكوس، لا يتأمل كلام من كذب عنده ولا من صدق، والدعوى عنده لمن سبق، لا ينظر من كذب في أحوال العباد، كأنه من قوم عاد، يريد أن يكون ل بالصلاح سمعًا، وهو كما قال الله تعالى: (وَهُم يَحسَبون أنَّهُم يُحسِنون صُنعًا) .
صاحب الذوق السليم من الأمراء
يميل الميمنة على الميسرة في الحرب، ويكشف عن الجيوش الكرب، سيفه قاطع ودرعه مانع، وهو للمسلمين أنفع نافع، يوهب المماليك، ويتفقد الأرامل والصعاليك، فارس الخيل كرمه كالسيل، جوامك غلمانه مغلقة، مكثر الشفقة، كثير الخير والصدقة، رماح مليح، واعتماده في النشاب مليح، يضرب بالسيف ما عنده جور ولا حيف، معاملته جيدة، وحركاته مؤيدة، يخالف الشيطان، وهو طوع الإنسان، ما عنده لا كير ولا نفاق، بشوش طيب الأخلاق، لا ينهمك على الأقداح، بل ينهمك على الصلاح، ذو حشمة وهمة، وهيبة ولمة،
1 / 33