خاتمة الكتاب وتحفة أولي الألباب
هذه المقدمة اللطيفة، والنبذة المنيفة، في عرفان الصوت الحسن وأنواعه المنسقة للأسماع، والصوت وأنواعه المؤلمة المؤذية المنفرة للطباع، والأنغام وأصولها وكيف تفرعت وما به تنوعت.
الصوت الحسن: جنس ولا بد لكل جنس من أنواع تحته، فأنواع الصوت الحسن الشجي والندي، والطيب والصحيح والرمل.
فالشجي غذاء الروح منعش الدم الصالح، والندي منعش للبخار الغريزي، والطيب: مسكن الأخلاط السوداوية، والصحيح: كامل الأوز، والرمل: مسكن البلغم.
وضد ذلك: الفج والرتق: محرك الأخلاط الصفراوية، والخارج: ينفر الطباع السليمة، مهيج للبلغم والمقلوب: مهيج الدم الفاسد.
كما قال الشاعر في هذه الأرجوزة:
اَعلم بِأنَّ الرَّستَ أصلُ الكُلِّ ... تَفرَّعت مِنه بِحُكمِ العَقلِ
فإنهُ أولُ ما تَفَرَّعا ... ثلاثةُ عَنه فصارت أربعًا
1 / 70