لا تؤثر موعظته في القلوب، لأنه من العلم والعقل مسلوب، يطيل الخطبتين، ويقرأ في كل ركعة بسورتين، لا يسلم من اللحن والغلط، والناس معه في تعب وشطط، كثير الوسواس، ومع ذلك يزدري الناس، حاله عجيب، لا يصلح أن يكون خطيب.
صاحب الذوق السليم من الشهود
يخشى الرب المعبود، رأيه مسعود، قلمه بالخير ممدود، قرأ الكتاب وفهم الصواب، لو عينت له مملكة مصر وسائر الثغور، ما يقرب شهادة الزور، قبل الوصية من خير البرية، فعيشته رضية، عالم بأصول الدين، وصحة عقود المسلمين، فهو صاحب العدل والنقاء، ولا يناله تعب ولا شقاء، رجل أمين، حافظ على الدين، خائف من رب العالمين، لا يرافق الفساق، ولا ياكل في الأسواق، كثير التواضع والسكون، له أجر غير ممنون، طيب الأخلاق، يحسن للرفاق، ويكره الرجل المطلاق، يصلح بين الرجل وزوجته، ويرضي أخلاقها على نفقته، ويأمرها له بالطاعة، ويذكرها أن الله يسألها عن صحبة ساعة، ويأمره بمعاشرتها بالمعروف، ويكون لها مساعد وبها رؤوف، لا يكتم الشهادة، اتخذ الخير عادة، فهو من أهل الشهادة والسعادة.
ضد ذلك المسلوب الذوق من الشهود
ما يخشى الرب المعبود، رأيه مفسود، يوقع نفسه في النار لأجل الدينار، يضيع مال الأيتام، ويحصل الآثام، يساعد المرابي، وإثمه
1 / 45