أحمد حمدًا يوافي نعمه، وأسأله المزيد من رفده (وإن مِن شَيءٍ إلاّ يُسَبِحُ بِحَمدِهِ) ثم الصلاة على سيدنا محمد رسوله وعبده.
أما بعد: وفقنا الله وإياك للصواب، وفتح لنا ولك من الخير أحسن باب، فتدبر ما حوى هذا الكتاب، من صفات أولي الألباب، وأضدادهم الحائدين عن الصواب.
أعلم بأن الذوق السليم نتيجة الذكاء المفرط، والذكاء المفرط نتيجة العقل الزائد، والعقل الزائد سر أسكنه الله في أحب الخلق إليه، وأحب الخلق إليه الأنبياء، وخلاصة الأنبياء نبينا محمد ﷺ، فهو ﵇ أكمل الناس عقلًا، وأرضاهم خلقًا، وأكثرهم فضلًا، فمن وصفه ﷺ ما قاله القاضي عياض في (الشفا) عن عائشة ﵂ أنها قالت: (كان رسول الله ﷺ أحسن الناس خلقًا) .
وعن علي ﵁ قال: سألت رسول الله ﷺ عن ستة،
1 / 26