Mártires del Fanatismo
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
Géneros
المحامي برنار أفنيل، محام لدى مجلس نواب باريس.
فقال جاليو: وهل عرف سبب وفاته؟ أجاب الحفار: إن الطبيب لم يتمكن من ذكر السبب، وإنما كانت الجثة سوداء، فرجع جاليو إلى القصر وهو يقول: وا رحمتاه لك يا ترولوس فقد قضيت فداء عن الملكة، وإنما أنت أيها المحامي المرذول فقد قضت عليك الملكة!
لقد برح الخفاء الآن، وما أحسب أستاذي برنابا إلا على صواب؛ لأن ظاهر هذه الدسائس سار، وخافيها محزن مظلم. وبكى بكاء شديدا.
الفصل الحادي والثلاثون
خادم الدوق أو حاكم بايو
كانت نتائج معركة «درو»
Dreux
مشئومة على كاترين، ولم ينتصر الدوق دي جيز فقط، بل غدا السيد الوحيد بلا منازع بعدما هلك سن أندري، ووقع مونمورانسي أسيرا عند البروتستانتيين، وبات الدوق دي جيز ملك فرنسا، فقصد إلى رامبوليه ليقص خبر المعركة على شارل التاسع، ولم تطل مدة إقامته فيها، بل أسرع عائدا إلى جيشه ليطارد الأميرال، رفيق أمير كوندة في تلك الحرب. أما مونمورانسي فقد ذهبوا به إلى أورليان وأسكنوه عند ابنة أخيه زوجة أمير كوندة، وأما أمير كوندة فقد حبس في قصر أوبزين.
أما الأميرال - وقد قلنا إنه فر من أمام الدوق دي جيز - فقد سار فاستولى على مواقع حربية في سنتونج وبيري. فطارده الدوق دي جيز، وعاد عنه بعدما فنيت بقية جيشه. ثم اتجه إلى نورماندي وكان الفائز فيها، واستولى على مدينة قايين التي دخلها جنوده من ثغرة صغيرة، وتوالت انتصاراته في نورماندي، فعزم على محاصرة سائر مدنها والتربص فيها إلى حلول فصل الربيع، وكان بين أحسن ضباط الأميرال، بلترو دي ميرا، عاشق مادلين. فقد اتخذ مهنة الجاسوسية، فكان يتجسس للجيش، وقد كان من أشجع الفرسان، وأثبتهم في مواقف النضال، ولطالما قال له الأميرال: أنت يا بلترو قليل الفطنة، كثير المخاطرة بنفسك، فكان يجيبه بقوله: سأموت قريبا، ولكن بغير مقاتلة العدو.
ويعلم القراء أن الدوق دي جيز صرع بلترو بتلك الضربة، وغادره في مدينة روان أقرب إلى الموت من الحياة. فآواه البروتستانتيون وشفي على مهل، ولم يبح لأحد باسم الرجل الذي ضربه، وإنما كان يديم التفكر في الانتقام من الدوق، وفي مادلين. ولم يدع موضعا في روان إلا دخله باحثا عنها دون أن يكتشف مقرها، وبعد طول الاستعلام قيل له: إن رجالا - وصفوهم له، فعلم أنهم يشبهون الرجال الذين أبصرهم يحملون مادلين على أيديهم - خرجوا صباح يوم من مدينة روان يحملون امرأة على جواد أحدهم.
Página desconocida