Mártires del Fanatismo
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
Géneros
أجاب: كلا، ولكنني من رجال الأمير، واسمي جاليو دي نرساك.
ولقد تمنى الكاثوليكيون أن يهجموا عليه، ويمزقوه إربا إربا، ولكنهم لم يروا من الحكمة الاعتداء على ظافر، فتركوه يتم كلامه، فقال: «لما رأى الأمير أنه الفائز في هذه الحرب، قال لي: تقدم ودس بحوافر فرسك جماجم القتلى، واذهب إلى فنسان فقل لابنة عمي الكريمة: إن الله وهب لي النصر لخير المملكة.»
فصاح الرجال: ويلاه كيف يكون مصيرنا؟
فأجابتهم الملكة بلطف قائلة: أي ضرر يصيبنا إذا سمعنا الوعظ بدلا من أن نسمع القداس، وأي بأس نخشاه إذا صلينا إلى الله بلغتنا المفهومة، بدلا من أن نصلي إليه باللغة اللاتينية القديمة المجهولة؟
فانصرف الرجال، واهتم بعضهم بالتأهب للسفر خيفة أن يفاجئهم الأمير. فبقي جاليو مع الملكة، ثم قال لها وهو يتردد: ماذا جرى لترولوس؟ قالت: وا أسفاه عليه!
وتبادرت الدموع على وجنتيها، فقال جاليو: هل مات؟
أجابت: بل يوشك أن يموت، إن لم يكن قد مات فعلا. فتعال معي.
وتناولت مصباحا وسبقت جاليو إلى الحجرة الواطئة التي كان فيها ترولوس يعالج سكرات الموت، فنظر إليهما نظرة مملوءة حبا وولاء، فقال جاليو: وا حسرتاه عليك أيها الصديق! وقالت كاترين: وا حسرتاه عليك أيها الحبيب!
وفيما كان نفس ترولوس يتردد في حلقه، صاح جاليو: أما من سبيل إلى الانتقام؟ قالت: إن القتلة أقوياء.
قال: لعلهم آل جيز.
Página desconocida