Mártires del Fanatismo
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
Géneros
ففعل، وساد الظلام، وإذ ذاك وقف الرجال الثلاثة، وقال أحدهم: كأنني أبصرت نورا. فأجابه رفيقه: ذلك من أشعة القمر المنعكسة على زجاج النافذة يا مولاي. - كلا، بل أبصرت نورا. فقال الرفيق: هل كانت ابنة الكتبي بارعة الشكل؟ أجاب: إنها أجمل من كل سيدة في البلاط، أيها العزيز. ثم إنني لا أدري أي قوة خفية تجتذبني إلى هذا البيت. - هل تصفح الفتاة عنك وتغض الطرف عن أمرك الذي صدر بقتل أبيها؟ - لقد أنبأتك عشرين مرة أنها تحسبني ملازما من الضباط العاديين. ولكن، ماذا أرى؟
ولقد سمعوا وقتئذ صوت زفير نار تضطرم، فانثنى الدوق ورجاله إلى ناحية المشنقة فأبصروا ألسنة اللهب ممتدة على الأرض، فصاح الثلاثة يا للداهية!
وكان هؤلاء الثلاثة الدوق دي جيز ورجلين من أعوانه، فقال الدوق: لا جرم أن كاترين صاحبة هذه الفعلة الشنعاء.
ودمدم بلترو من داخل البيت وشتم، وقال: لقد نجا هذه المرة أيضا. فأجابته مادلين: صبرا يا بلترو، فإن الله ساقه إلينا قبلا، وسوف يسوقه أيضا.
وكان الحارسان اللذان عند المشنقة ينظران إلى النار مبهوتين متعجبين. فأقبل الدوق عليهما، وصاح بهما: يا لكما من غبيين. من الذي أضرم هذه النار. قالا: من الذي أضرم النار؟ قال: نعم، من أضرمها؟ من أتى إلى هنا؟
فتردد الحارسان قبل أن يجيبا، ثم قال أحدهما بصوت خافت: هو الشيطان ولا شك!
قال الدوق: ويك، هل تعرف من أنا؟ أجب سريعا! - وهل أدري يا مولاي؟ وهل في وسعي أن أقول غير ما قلت؟
قال الدوق: إذن فالشيطان أضرم النار؟
وتعاظمت النار فسقطت أخشاب المشنقة، وانبعثت رائحة القطران من أنقاضها، وتوافد الناس إلى الموضع، وشاع الخبر حتى بلغ القصر، وللحال أقبل موكب من الرجال يحملون المشاعل.
وأقبلت الملكة كاترين، فقالت بصوتها الرخيم: ماذا جرى أيها الدوق؟ ومن أين هذه النيران؟
Página desconocida