Memorias de los Mártires de la Ciencia y el Exilio
ذكرى شهداء العلم والغربة
Géneros
أخلق أيها السادة بأمة هذا مبلغ عطفها على أبنائها الشهداء الأعزاء أن تتبوأ المنزلة اللائقة بها وبمجدها بين أمم العالم جمعاء قريبا إن شاء الله.
وأخلق بمديرية هذا مبلغ احتفالها بشهيدها العزيز أن تكون في مقدمة المديريات قياما بكل واجب وطني مقدس ونهضة شريفة.
فسلام على شهدائنا الأبرار الأطهار يوم عدا عليهم الموت فهصر غصن هذا الشباب، ووارى بدورهم التراب. وسلام عليهم يوم عادت جثثهم إلى هذا الوطن الأسيف، فسطرت له أحرف الفخار في أوبتها كما سطرت له في غربتها. (5-3) لجنة الاحتفال بدمنهور
تشكلت لجنة بمدينة دمنهور للاحتفال بتشييع جنازة شهيد العلم المرحوم محمد إبراهيم زويل، برئاسة حضرة صاحب العزة الوجيه كامل بك الحرفة وعضوية حضرات أصحاب العزة محمد بك بلبع ومحمد بك الوكيل وأحمد بك غزال وعلي بك نجاتي وإبراهيم بك مظهر والشيخ عبد الله الكاتب والشيخ مرسي بلبع وأحمد أفندي الوكيل والشيخ سليمان بلبع ومحمد أفندي رفعت الزرقا. وقد اجتمعت يوم الخميس 22 أبريل سنة 1920م وقررت الاحتفال بتشييع الجنازة وانتخاب لجنة فرعية لترتيب الموكب مؤلفة من حضرات علي بك نجاتي وسعد أفندي الأنصاري وحليم أفندي فهمي وأحمد أفندي عبد النبي، فقامت بما عهد إليها خير قيام.
وفي يوم وصول الجثة إلى دمنهور كان في استقبالها جمع كبير من الوجوه والأعيان وكبار التجار يتقدمهم صاحب السعادة مدير البحيرة، وما وافى موعد تشييع الجنازة حتى غصت ساحة المحطة بألوف المشيعين، وسار الموكب يحفه الوقار والجلال على النظام الآتي: فرقة الكشافة من راكبي الدراجات والبيادة - الموسيقى - مدارس الزراعة والصناعة والأقباط والتعاون والمعلمين - نعش الفقيد مجلل بالرياحين ومحاط بالفرسان - العلماء الأعلام - الآباء الروحيون - أعضاء لجنة الاحتفال - أعضاء الهيئات النيابية - موظفو مصالح الحكومة يتقدمهم سعادة المدير نائبا عن عظمة السلطان - رجال القضاء والنيابة - المحافل الماسونية - الأعيان والتجار - موظفو المصالح الأهلية - أعضاء نقابات العمال بأعلامهم - جمهور المشيعين. وما زال الموكب سائرا على هذا الترتيب مخترقا شوارع المدينة حتى وصل إلى مدفن عائلة الفقيد فأنزلت الجثة إلى مضجعها الأبدي.
وكانت لجنة الاحتفال قد انتخبت لجنة لتأبين الفقيد مؤلفة من حضرات محمد بك بلبع وسعد أفندي الأنصاري والأستاذ الشيخ محمد العصار وأحمد أفندي عبد النبي، فقاموا بتأبين الفقيد وذكروا تلك الفاجعة بأسف شديد على شباب مصر الذي ذهب ضحية القضاء والقدر، في الوقت الذي تحتاج فيه مصر إلى الألوف من النوابغ المحبين للعلم أمثال هؤلاء الشهداء، وقد تلاهم كثيرون من الشعراء والأدباء يوم حفلة التأبين فعددوا مآثر الفقيد وشرحوا ما كان عليه من مكارم الأخلاق وشريف المبادئ.
ومن القصائد التي ألقيت يوم التأبين هذه القصيدة وهي لحضرة الشاعر الأديب «عبد الجواد أفندي محجوب مكايد»، وهي:
ما للأنام إلى الخلود سبيل
ما دام يفتك بالورى عزريل
نحيا فنسعى ثم نقضي نحبنا
Página desconocida