Memorias de los Mártires de la Ciencia y el Exilio
ذكرى شهداء العلم والغربة
Géneros
أي شفيق، يا كوكبا هوى من سمائه، كيف تنتهي بك نفسك الوثابة إلى تلك الحفرة الضيقة بعد أن ضاقت بك مصر على سعتها؟ أأنت راض يا شفيق أم أرغمتك المنون فاستسلمت فنمت؟ إلى حد نومك، إلى ميقات أودعت روحك .
أي شفيق، أيقنعك افتراش الغبراء والتحاف الصخور؟ إيه، لو كانت المنون تقبل الفداء لما نمت نومتك!
وارحمتاه عليك يا شفيق، وارحمتاه على شبابك الذي ذوى قبل ينعه وقبل أن تنضج ثمراته.
واعزاء لزوجك التي ثكلتك، ولأمك التي فقدتك، ولأهلك وذويك! واعزاء لصحبك! واعزاء لنا جميعا!
أي شفيق، إن المصاب جلل والفاجعة عظيمة، فلا عتب إن رأيتنا واجمين! أي شفيق، يا شهيد همتك وضحية عزيمتك، يا رسول حزننا الأبدي، ونذير تفجعنا اللانهائي.
أي خطب دهى أسرتك؟ وأي مصاب جاء زوجك؟ وأي يتم لحق طفلك؟
وارحمتاه يا شفيق! وامصيبتاه! واحر قلباه!
يا شفيق، لو كانت الدموع تكفي للتعبير عن حزننا لهمرناها انهمارا ولسكبناها أنهارا ولكنها دون حزننا، فلترفرف علينا روحك العالية لترى منا المفجوع الباكي، لترى تلك القلوب الدامية والأفئدة المكلومة، لترى زملاءك قد جاءوك ليذرفوا العبرات على قبرك تفجعا عليك وعلى شبابك وإيذانا لفقدهم إياك، وهل فقدوا غير أخ ذكي ورفيق محبوب طاحت بروحه الأيام فأوردته المنون في بلاد غير بلاده، في بلاد غير مصر، في بلاد غير وادي النيل، فوافجعتاه؟!
أي طفل شفيق، أولا تتشوق إلى أبيك؟ أتأمل أن تراه مرة أخرى؟ يفجعني أن تكون حرمت أباك، يفجعني أنك لا تراه إلى الأبد، يفجعني أنك ستعيش بلا أب، يفجعني أنك ستبقى يتيما! فلتبك ما أردت، وها نحن نبكي معك بكاء مرا.
أي طفل شفيق، يا من حرمت لذة الحنان الأبوي، يا من أصبت في أعز ما لديك وإن كنت لم تقدر للحياة قدرا بعد، يا من فقدت والدا هو كل ما تقر به عينك في هذه الحياة المظلمة، فرحمة لوالدك أيها الطفل، وفي ذمة الله أبوك وفي وديعته.
Página desconocida