Memorias de los Mártires de la Ciencia y el Exilio
ذكرى شهداء العلم والغربة
Géneros
في مساء السبت 8 مايو 1920 الساعة 8 مساء اجتمع مئات من أعيان قنا وأدبائها وموظفيها في المسجد «العتيق» بناء على دعوة من جمعية «الشبيبة الوطنية» بقنا، وكان المسجد مجللا بالزهور والرياحين، والأعلام على شرفاته منكسة، وكانت منصة الخطابة محاطة بالزهور وشارات الحداد، وكان علم الاتحاد الذي يجمع بين الهلال والصليب يرفرف عليها ويملأ قلوب المجتمعين من العنصرين أملا وحياة في المستقبل رغم هذا الموقف الرهيب، وكان بجوار منصة الخطابة صورة جامعة للشهداء عليها إطار من الزهر والريحان.
وافتتحت الحفلة عند الساعة الثامنة ونصف بتلاوة آيات الذكر الحكيم وكان الخشوع باديا والأسف مخيما والحزن عاما والسكوت عميقا.
وما كاد المقرئ يختم تلاوته حتى وقف الأديب محمد أفندي محمود سكرتير مجلس مديرية قنا، وكان قد انتخب رئيسا للحفلة، فارتجل كلمة الافتتاح. ثم دعا الأستاذ الشيخ علي إسماعيل الإدفاوي فألقى كلمة ألم فيها بذكر مجد مصر القديم والآمال التي تحوم حول الشهداء ورفقائهم المحروسين بعناية الله في إحياء معالمه التي درست وآثاره التي عفت، وألقى كلمة مؤثرة في تأبين الشهداء. ثم دعا بعده الأستاذ الشاعر الشيخ علي إبراهيم عيد الجيزاوي من خريجي الأزهر الشريف وكبار التجار بالوجه القبلي، فألقى هذه القصيدة التي أسالت الدموع وحركت الشجون، وقد ضمن الشطر الأخير منها تاريخا محكما لوفاة الشهداء وجعله مطلع القصيدة وختامها فجاءت محبوكة الطرفين، وهي:
طويتم محبين للمكرمات
فيا لك من أنفس عاليات
هوى عقد آمالنا وتوارت
دراريه في الترب منتثرات
أفي كل يوم لمصر خطوب
تفتت أكبادها الداميات
دهتها الحوادث من كل فج
Página desconocida