وثانيها: أنه يجوز أن يكون فيما عدا الناصية من رأسه عذر، وإيصال المال إليه يضره فاقتصر عليه.
وثالثها: إنما ذكرناه أولى لتضمنه للزيادة.
ورابعها: أنه قد يعبر بالناصية الجبل، يراد لما علا منه، قال الله تعالى:{فيؤخذ بالنواصي والأقدام}[الرحمن:41] يزيده بيانا.
(خبر) وهو أن رجلا قال لعبدالله بن زيد بن عاصم: أتستطيع أن تريني كيف كان رسول الله صلى الله عليه وآله يتوضأ؟ فقال عبدالله بن زيد: نعم، فدعا بماء فأفرغ على يديه فغسل يده مرتين ثم تمضمض واستنشق ثلاثا، ثم غسل وجهه ثلاثا، ثم غسل يديه مرتين مرتين إلى المرفق، ثم مسح رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه، ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه، ثم غسل رجليه، رواه البخاري، وهو لنا سماع؛ ولأن الرأس ما اشتمل عليه مناشر الشعر المعتاد في أكثر الناس، والنزعتان منه؛ لأنهما في سمت الناصية؛ لأن النزع انحسار الشعر عن الجبين، يقال: رجل أنزع وامرأة نزعى، وهو محمود في الرجال، قال الشاعر:
ولا تنكحي إن فرق الدهر بيننا
ضروب بلحييه على عظم زوره ... أغم القفا والوجه ليس بأنزعا
إذا القوم هشوا للقراء تقنعا
(خبر) وروى المقداد بن معدي كرب أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مسح برأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما وأدخل اصبعيه في صماخي أذنيه.
(خبر) وروى أن النبي صلى الله عليه وآله توضأ فمسح أذنيه مع رأسه، وقال: ((الأذنان من الرأس)) يعني في وجوب المسح؛ لأنه قد علم كونهما من الرأس بالمشاهدة.
(خبر) وروي أن النبي صلى الله عليه وآله توضأ فتمضمض واستنشق ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، وغسل ذراعيه ثلاثا، ومسح برأسه مرتين مرتين يبدأ بمؤخر رأسه ثم بمقدمه، ومقدم أذنه ومؤخرهما، وأدخل أصبعيه في حجرتي أذنيه وغسل قدميه ثلاثا ثلاثا.
Página 20