وأيضا فإن من شأن المائية أن تتحلل وترق بالحر، وذلك معلوم. ومن شأنها أن تخثر بالمخالطة:إما بالحقيقة فبمخالطة الأرضية، كما يحدث عنه الطين، وإما بالحس فلمخالطة الهوائية، كما يحدث عنه الزبد، وذلك بكثرة ما يحدث من السطوح التى ينعكس عنها البصر، فلا ينفذ نفوذه فى المشف. ومع ذلك، فيكون الهواء لشدة اجتماعه فى المحتقن إياه المنحني عليه بثقله يعرض له من المقاومة ما يعرض له فى الزق المنفوخ فيه إذا دفع باليد وراء الزق.
ومن شأن الأرضية أن يشتد جفوفها بالحر. فيجب أن يكون بحيث يتندى ويسيل بالبرد، فيكون البرد من شأنه أن يجمد السيال ويلين ضده.
والحر من شأنه أن يدمج ويجفف اليابس وأن يرق ضده.
ومن شأن الهوائية والنارية ألا يجمد الماء فى طباعهما من اللطف، وإن صارا بحيث يجمدان فقد استحالا عن جوهرهما.
وأينما رطوبة حصلت فيها أرضية وهوائية لم تجمد بسبب الهوائية، ولكنها تخثر من الحر والبرد جميعا. أما من الحر فبسبب ما فيها من الأرضية، وأما من البرد فبسبب استحالة ما فيها من الهوائية. وهذا كالزيت.
واليبس من طباعه أن يحيل الضد إلى مشاكلته. فاليبس من شأنه أن يجمد.
وكذلك الرطوبة من شأنها أن تذيب وتحل.وهذا هو الحق.
والحرارة تعين كلا من اليبوسة والرطوبة على فعله فالرطب الحار أشد تحليلا لما يحل به. واليبوسة الحارة أشد عقدا لما يعقد بها.
Página 236