(بَاكَرْتُ حَاجَتَهَا الدجَاجَ بِسُحْرَةٍ ... لأُِعَلّ مِنْهَا هَبَّ نيَامُهَا)
ويروى (أن يهب نيامُها) ويروى (بادرت لذتها) وقوله (باكرت حاجتها) معناه حاجتي في الخمر، فأضاف الحاجة إلى الخمر اتساعا، والدجاج هنا: الديكة والمعنى باكرت بشربها صياح الديكة، وقوله (لأعلَّ منها) من العلل وهو الشرب الثاني، وقد يقال للثالث والرابع عَلَل، من قولهم (تعَلَّلتُ به) أي انتفعت به مرة بعد مرة، ومن روى (أن يهبَّ نيامها) من قولهم (هبَّ النائم) إذا استيقظ، فإن عنده في موضع نصب، والمعنى وقت أن يهب نيامها، كما تقول: أنا أجيئك مَقْدَمَ الحاج، أي وقت مقدم الحاج، ثم حذفت وقتًا وأعربت مقدما بإعرابه، ونصب الدجاج على الوقت كذلك.
(وَغَداةٍ ريحٍ قَدْ وَزَعْتُ وَقَرَّةٍ ... إذْ أصْبَحَتْ بِيَدِ الشَّمالِ زِمَامُهَا)
وزعتُ: كففت، ويروى (كشفت) أي بالطعام والكسوة وإيقاد النيران، وقالوا في
قوله ﷿: (يوزَعُونَ) أي يكف آخرهم عن أولهم، وقيل في قوله تعالى: (أوْزِعْني أنْ أشْكُرَ نِعْمَتَكَ) ألهمني، وقيل: أكففني عن جمع الأشياء إلا عن شكرك والعمل الصالح والقِرَّة: البرد، وقوله (إذ أصبحت بيد الشمال زمامها) أي إذ أصبحت الغداة الغالب عليها الشمال وهي أبرد الرياح، وجعل للشمال يدًا وللغداة زمامًا.
(وَلَقَدْ حَمَيْتُ الخَيْلَ تَحْمِلُ شِكَّتي ... فُرُطٌ وِشاحي - إذْ غَدَوْتُ - لِجَامُهَا)
ويروى (ولقد حميتُ الحيَّ) أي منعته من أن يصاب، يقال: حميتُ المكان