وقوفًا بها صحبي عليَّ مطيهم، في الاعتلال لنصب (وقوفا) أربعة أقوال:
قال أبو العباس: كان أصحابنا يقولون: نصب وقوفا على القطع من الدخول فحومل وتوضح
فالمقراة. قال أبو العباس: وأنا أذهب إلى أن وقوفا نصب على المصدر لقفا. قال: والتقدير: قفا
كوقوف صحبي عليَّ مطيهم.
وقال بعض النحويين: نصب وقوفا على القطع من الهاء التي في نسجتها، كما تقول: مررت بها
جالسا ابوها، فتنصب جالسا على القطع من الهاء.
وقال آخرون: نصب وقوفا على الحال مما في نبك، والتقدير عندهم: قفا نبك حال وقوف صحبي
على مطيهم.
وقال بعض النحويين: نصب على الحال مما في يقولون، والتقدير عندهم: يقولون لا تهلك أسى
وتجمل في حال وقوف صحبي على مطيهم. هذا غلط؛ لان الظاهر في التقدير مؤخر بعد المكنى،
فالمكنى الذي في يقولون للصحب، ومعنى الصحب التأخير مع وقوف بعد يقولون، فلا يتقدم المكنى
على الظاهر.
وقال بعضهم: نصب وقوفا على الوقت، كأنه قال: وقت وقوف صحبي، كما تقول العرب: خرجنا
خروجكم. يريدون خروجنا وقت خروجكم. فهذا قول خامس.
وقال بعض أهل اللغة: التقدير بين الدخول فحومل فنوضح فالمقراة الوقوف بها صحبي، فلما أسقط
الألف واللام نصبه على القطع. وهذا يرجع إلى معنى القول الأول الذي حكاه أبو العباس. إلا أن
الفراء أنكر قول الذين يقولون: القطع ينتصب بسقوط الألف واللام منه، وقال: يلزمهم ألا يأتوا
بالقطع مع المكنى فلا يقولوا: أنت متكلمًا أحسن منك ساكتا، إذ كانت الألف واللام لا تحسن في
متكلم، لأن أنت لا ينعت؛ لشهرته وتعريفه.
والصحب، موضعهم رفع بمعنى وقوف. وعلى صلة وقوف، والباء فتحت لاجتماع الساكنين.
والمطي منصوي بوقوف. وواحد الصحب صاحب، كما تقول للطائر طير، وللراكب ركب. وواحد
المطي مطية. والمطية: الناقة، وإنما سمى المطية لأنه يركب مطاها،
1 / 24