ويقال: وقف الرجل في الموضع يقف وقوفا بغير ألف في الماضي، وكذلك وقفت وقفا للمساكين،
ووقفت الدابة، وقف دابتك، لا تثبت الألف في شيء من هذا الباب الا في حرفين: أوقفت المرأة:
جعلت لها وقفا وهو السوار من الذبل، وتكلم فلان بكلام ثم أوقف أي قطع الكلام. وفي شعر
الطرماح.
فتطرَّبتُ للهوى ثم أوقف ... تُ رضًا بالتقى وذو البِرِّ راضِ
واخبرنا أبو العباس عن سلمة عن الفراء قال: وقفت الدابة وأوقفتها. وقال: أوقفت عن الكسائي.
وموضع (قفا) جزم بلام ساقطة، والتقدير لتقفا، فسقطت اللام والتاء لكثرة الاستعمال والأصل فيه
بعد ذلك: اوقفا، فيجب أن تسقط الواو من الأمر بناء على سقوطها من المستقبل، فإذا سقطت الواو
سقطت الألف التي من أجل سكونها دخلت فتصير قفا. وعلامة الجزم في قفا سقوط النون.
وقوله: (نبك من ذكرى حبيب ومنزل) قال بعض أهل اللغة: نبك مجزوم على تأويل الأمر، وقال:
التقدير قفا فلنبك، واحتج بقول الله ﷿: (ذَرْهم يأكلوا ويتمتَّعوا)، قال: فمعناه ذرهم ليأكلوا. قال:
وكذلك قوله ﷿: (قل للذين آمنوا يغفروا) فمعناه فليغفروا. وقال آخرون: نبك مجزوم لأنه
جواب جزاء مقدر، والتقدير: قفا أن تقفا نبك، كما تقول للرجل: اقصد فلانًا ينفعك، ومعناه أن تقصده
ينفعك. وقال الفراء: الأمر لا جواب له في الحقيقة، وذلك أنك إذا قلت للرجل: أطع الله يدخلك الجنة
التقدير: أطع الله أن تطعه يدخلك الجنة، لأنه لا يدخل الجنة بأمرك، إنما يدخل الجنة إذا أطاع الله
﵎. يقال: بكى الرجل يبكى بكاء وبكى بالمد والقصر. قال شاعر:
بكت عينى وحق لها بُكاها ... وما يغنى البكاء ولا العويلُ
1 / 18