Comentario sobre El Sendero de la Elocuencia
شرح نهج البلاغة
Investigador
محمد عبد الكريم النمري
Editorial
دار الكتب العلمية
Número de edición
الأولى
Año de publicación
1418 AH
Ubicación del editor
بيروت
قال : فانطلق عمر متقلدا سيفه حتى أتى إلى الدارالتي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ، وهي الدار التي في أصل الصفا ، وعلى الباب حمزة وطلحة وناس من المسلمين ، فوجل القوم من عمر إلا حمزة فإنه قال : قد جاءنا عمر ، فإن يرد الله به خيرا يهده ، وإن يرد غير ذلك كان قتله علينا هينا - والنبي صلى الله عليه وسلم داخل الدار يوحى إليه - فسمع كلامهم ، فخرج حتى أتى عمر ، فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل سيفه ، وقال : ' ما أنت بمنته يا عمر حتى ينزل الله بك الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة . اللهم هذا عمر ، اللهم أعز الإسلام بعمر ' ، فقال عمر : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله . مر يوما عمر في بعض شوارع المدينة فناداه إنسان : ما أراك إلا تستعمل عمالك ، وتعهد إليهم العهود ، وترى أن ذلك قد أجزأك . كلا والله إنك المأخوذ بهم إن لم تتعهدهم ، قال : ما ذاك ؟ قال : عياض بن غنم يلبس اللين ، ويأكل الطيب ، ويفعل كذا وكذا . قال : أساع ؟ قال : بل مؤد ما عليه ، فقال لمحمد بن مسلمة : الحق بعياض بن غنم فأتني به كما تجده ، فمضى محمد بن مسلمة حتى أتى باب عياض - وهو أمير على حمص - وإذا عليه بواب ، فقال له : قل لعياض : على بابك رجل يريد أن يلقاك ، قال : ما تقول ؟ قال : قل له ما أقول لك ؛ فقام كالمعجب فأخبره ، فعرف عياض أنه أمر حدث ، فخرج فإذا محمد بن مسلمة ، فأدخله ، فرأى على عياض قميصا رقيقا ، ورداء لينا ، فقال : إن أمير المؤمنين أمرني ألا أفارقك حتى آتيه بك كما أجدك . فأقدمه على عمر وأخبره أنه وجده في عيش ناعم . فأمر له بعصا وكساء ، وقال : اذهب بهذه الغنم ، فأحسن رعيها ، فقال : الموت أهون من ذلك ، فقال : كذبت ، ولقد كان ترك ما كنت عليه أهون عليك من ذلك . فساق الغنم بعصاه ، والكساء في عنقه ، فلما بعد رده ، وقال : أرأيت إن رددتك إلى عملك أتصنع خيرا ؟ قال : نعم والله يا أمير المؤمنين لا يبلغك مني بعدها ما تكره . فرده إلى عمله ، فلم يبلغه عنه بعدها ما ينقمه عليه .
كان الناس بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتون الشجرة التي كانت بيعة الرضوان تحتها فيصلون عندها ، فقال عمر : أراكم أيها الناس رجعتم إلى العزى ! ألا لا أوتى منذ اليوم بأحد عاد لمثلها إلا قتلته بالسيف كما يقتل المرتد ، ثم أمر بها فقطعت .
Página 112