Comentario sobre El Sendero de la Elocuencia
شرح نهج البلاغة
Investigador
محمد عبد الكريم النمري
Editorial
دار الكتب العلمية
Número de edición
الأولى
Año de publicación
1418 AH
Ubicación del editor
بيروت
الأصل : ومنها في المنافقين : زرعوا الفجور ، وسقوه الغرور ، وحصدوا الثبور ، لا يقاس بآل محمد صلى الله عليه وآله من هذه الأمة أحد ، ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا . هم أساس الدين ، وعماد اليقين ، إليهم يفيء الغالي ، وبهم يلحق التالي ، ولهم خصائص حق الولاية ، وفيهم الوصية والوراثة . الآن إذ رجع الحق إلى أهله ، ونقل إلى منتقله . الشرح : جعل ما فعلوه من القبيح بمنزلة زرع زرعوه ، ثم سقوه ؛ فالذي زرعوه الفجور ، ثم سقوه بالغرور ؛ والاستعارة واقعة موقعها ، لأن تماديهم وما سكنت إليه نفوسهم من الإمهال ، هو الذي أوجب استمرارهم على القبائح التي واقعوها ، فكان ذلك كما يسقى الزرع ويربى بالماء ويستحفظ .
ثم قال : وحصدوا الثبور ، أي كانت نتيجة ذلك الزرع والسقي حصاد ما هو الهلاك والعطب .
وإشارته هذه ليست إلى المنافقين كما ذكر الرضي رحمه الله ، وإنما هي إشارة إلى من تغلب عليه ، وجحد حقه كمعاوية وغيره . ولعل الرضي رحمه الله تعالى عرف ذلك وكنى عنه .
ثم عاد إلى الثناء على آل محمد صلى الله عليه وسلم ، فقال : هم أصول الدين إليهم يفيء الغالي وبهم يلحق التالي ، جعلهم كمقنب يسير في فلاة ، فالغالي منه أي الفارط المتقدم ، الذي قد غلا في سيره يرجع إلى ذلك المقنب إذا خاف عدوا ، ومن قد تخلف عن ذلك المقنب فصار تاليا له يلتحق به إذا أشفق من أن يتخطف .
ثم ذكر حق الولاية ، والولاية : الإمرة ، فأما الإمامية فيقولون : أراد نص النبي صلى الله عليه وسلم عليه وعلى أولاده .
ونحن نقول : لهم خصائص حق ولاية الرسول صلى الله عليه وسلم على الخلق .
ثم قال عليه السلام : وفيهم الوصية والوراثة ، أما الوصية فلا ريب عندنا أن عليا عليه السلام كان وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن خالف في ذلك من هو منسوب عندنا إلى العناد ، ولسنا نعني بالوصية النص والخلافة ، ولكن أمورا أخرى لعلها - إذا لمحت - أشرف وأجل .
وأما الوراثة فالإمامية يحملونها على ميراث المال والخلافة ، ونحن نحملها على وراثة العلم .
Página 89