Comentario sobre El Sendero de la Elocuencia
شرح نهج البلاغة
Investigador
محمد عبد الكريم النمري
Editorial
دار الكتب العلمية
Número de edición
الأولى
Año de publicación
1418 AH
Ubicación del editor
بيروت
وقد صنع أبو العلاء المعري كتابا في اللزوم من نظمه ، فأتى فيه بالجيد والرديء ، وأكثره متكلف ، ومن جيده قوله :
لا تطلبن بآلة لك حالة . . . قلم البليغ بغير حظ مغزل
سكن السماكان السماء كلاهما . . . هذا له رمح وهذا أعزل
الأصل : وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالدين المشهور ، والعلم المأثو ، والكتاب المسطور ، والنور الساطع ، والضياء اللامع ، والأمر الصادع ، إزاحة للشبهات ، واحتجاجا بالبينات ، وتحذيرا بالآيات ، وتخويفا بالمثلات ، والناس في فتن انجذم فيها حبل الدين ، وتزعزعت سواري اليقين ، واختلف النجر ، وتشتت الأمر ، وضاق المخرج ، وعمي المصدر ، فالهدى خامل ، والعمى شامل . عصي الرحمن ، ونصر الشيطان ، وخذل الإيمان ، فانهارت دعائمه ، وتنكرت معالمه ، ودرست سبله ، وعفت شركه . أطاعو الشيطان فسلكوا مسالكه ، ووردوا مناهله ، بهم سارت أعلامه ، وقام لواؤه . في فتن داستهم بأخفافها ، ووطئتهم بأظلافها ، وقامت على سنابكها ، فهم فيها تائهون حائرون ، جاهلون مفتونون ، في خير دار وشر جيران ، نومهم سهود ، وكحلهم دموع ، بأرض عالمها ملجم ، وجاهلها مكرم .
الشرح : قوله عليه السلام : والعلم المأثور ، يجوز أن يكون عنى به القرآن ، لأن المأثور المحكي ، والعلم ما يهتدى به ، والمتكلمون يسمون المعجزات أعلاما . ويجوز أن يريد به أحد معجزاته غير القرآن ، فإنها كثيرة ومأثورة ، ويؤكد هذا قوله بعد : والكتاب المسطور ، فدل على تغايرهما ، ومن يذهب إلى الأول يقول : المراد بهما واحد ، والثانية توكيد الأولى على قاعدة الخطابة والكتابة .
والصادع : الظاهر الجلي ، قال تعالى : ' فاصدع بما تؤمر ' ، أي أظهره ولا تخفه .
والمثلات ؛ بفتح الميم وضم الثاء : العقوبات ، جمع مثلة ؛ قال تعالى : ' ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات ' .
وانجذم : انقطع . والسواري : جمع سارية ، وهي الدعامة يدعم بها السقف . والنجر : الأصل ، ومثله النجار . وانهارت : تساقطت . والشرك : الطرائق ، جمع شراك . والأخفاف للإبل ، والأظلاف للبقر والمعز .
وقال الراوندي في تفسير قوله : خير دار وشر جيران : خير دار : الكوفة . وقيل الشام ، لأنها الأرض المقدسة ، وأهلها شر جيران ، يعني أصحاب معاوية . وعلى التفسير الأول يعني أصحابه عليه السلام .
Página 87