Comentario sobre El Sendero de la Elocuencia
شرح نهج البلاغة
Investigador
محمد عبد الكريم النمري
Editorial
دار الكتب العلمية
Número de edición
الأولى
Año de publicación
1418 AH
Ubicación del editor
بيروت
أيها الناس ، إنما النسيء زيادة في الكفر ، يضل به الذين كفروا ، يحلونه عاما ، ويحرمونه عاما ، وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض ، وإن عدة الشهور اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض ، منها أربعة حرم ، ثلاثة متوالية وواحد فرد : ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب ، الذي بين جمادى وشعبان ، ألا هل بلغت ! أيها الناس إن لنسائكم عليكم حقا ، ولكم عليهن حقا ، فعليهن ألا يوطئن فرشكم غيركم ، ولا يدخلن بيوتكم أحدا تكرهونه إلا بإذنكم ، ولا يأتين بفاحشة ؛ فإن فعلن فقد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع وتضربوهن ، فإن انتهين وأطعنكم فعليكم كسوتهن ورزقهن بالمعروف ، فإنما النساء عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا ، أخذتموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيرا .
أيها الناس ، إنما المؤمنون إخوة ، ولا يحل لامرئ مال أخيه إلا عن طيب نفس . ألا هل بلغت اللهم فاشهد ! ألا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ، فإني تركت فيكم ما إن أخذتم به لم تضلوا ؛ كتاب الله ربكم . ألا هل بلغت ؟ الله اشهد .
أيها الناس ، إن ربكم واحد ، وإن أباكم واحد ، كلكم لآدم وآدم من تراب ؛ إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى ، ألا فليبلغ الشاهد الغائب .
أيها الناس ، إن الله قسم لكل وارث نصيبه من الميراث ، ولا تجوز وصية في أكثر من الثلث ، والولد للفراش وللعاهر الحجر . من ادعى إلى غير أبيه ، أو تولى غير مواليه فهو ملعون ، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا . والسلام عليكم ورحمة الله عليكم .
واعلم أن السجع لو كان عيبا لكان كلام الله سبحانه معيبا لأنه مسجوع ، كله ذو فواصل وقرائن ؛ ويكفي هذا القدر وحده مبطلا لمذهب هؤلاء . فأما خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه فإنها وإن لم تكن ذات سجع ، فإن أكثر خطبه مسجوع ، كقوله : ' إن مع العز ذلا ، وإن مع الحياة موتا ، وإن مع الدنيا آخرة ، وإن لكل شيء حسابا ، ولكل حسنة ثوابا ، ولكل سيئة عقابا ، وإن على كل شيء رقيبا ، وإنه لا بد لك من قرين يدفن معك هو حي وأنت ميت ؛ فإن كان كريما أكرمك ، وإن كان لئيما أسلمك ، ثم لا يحشر إلا معك ، ولا تبعث إلا معه ، ولا تسأل إلا عنه ، فلا تجعله إلا صالحا فإنه إن صلح أنست به ، وإن فسد لم تستوحش إلا منه ، وهو عملك ' .
فأكثر هذا الكلام مسجوع كما تراه ، وكذلك خطبه الطوال كلها . وأما كلامه القصير ، فإنه غير مسجوع ، لأنه لا يحتمل السجع ، وكذلك القصير من كلام أمير المؤمنين عليه السلام .
Página 83