298

Comentario sobre El Sendero de la Elocuencia

شرح نهج البلاغة

Editor

محمد عبد الكريم النمري

Editorial

دار الكتب العلمية

Edición

الأولى

Año de publicación

1418 AH

Ubicación del editor

بيروت

نوقره في فضله ونجله . . . وفي الله ما نرجو وما نتوقع

ونخصف أخفاف المطي على الوجا . . . وفي الله ما نزجي وفي الله نوضع

دلفنا بجمع آثروا الحق والهدى . . . إلى ذي تقى في نضره نتسرع

نكافح عنه والسيوف شهيرة . . . تصافح أعناق الرجال فتقطع

قال أبو مخنف : فلما قدم أهل الكوفة على علي عليه السلام ، سلموا عليه ، وقالوا : الحمد لله يا أمير المؤمنين اختصنا بموازرتك ، وأكرمنا بنصرتك ، قد أجبناك طائعين غير مكرهين ، فمرنا بأمرك .

قال : فقام فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسوله وقال : مرحبا بأهل الكوفة ، بيوتات العرب ووجوهها ، وأهل الفضل وفرسانها ، وأشد العرب مودة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأهل بيته ، ولذلك بعثت إليكم واستصرختكم عند نقض طلحة والزبير بيعتي ، عن غير جور مني ولا حدث ، ولعمري لو لم تنصروني يا أهل الكوفة ، لرجوت أن يكفيني الله غوغاء الناس ، وطغام أهل البصرة ، مع أن عامة من بها ووجوهها وأهل الفضل والدين قد اعتزلوها ، ورغبوا عنها .

فقام رؤوس القبائل فخطبوا وبذلوا له النصر ، فأمرهم بالرحيل إلى البصرة .

ومن خطبة له في استنفار إلى أهل الشام

الأصل : أف لكم ! لقد سئمت عتابكم . أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة عوضا ، وبالذل من العز خلفا ! إذا دعوتكم إلى جهاد عدوكم دارت أعينكم ؛ كأنكم من الموت في غمرة ، ومن الذهول في سكرة .

يرتج عليكم حواري فتعمهون ؛ فكأن قلوبكم مألوسة ، فأنتم لا تعقلون .

ما أنتم بثقة سجيس الليالي ، وما أنتم بركن يمال بكم ، ولا زوافر عز يفتقر إليكم . ما أنتم إلا كإبل ضل رعاتها ، فكلما جمعت من جانب انتشرت من آخر . لبئس لعمر الله سعر نار الحرب أنتم ! تكادون ولا تكيدون ، وتنتقص أطرافكم فلا تمتعضون ؛ لا ينام عنكم وأنتم في غفلة ساهون . غلب والله المتخاذلون ! وايم الله ؛ إني لأظن بكم أن لو حمس الوغى ، واستحر الموت ؛ قد انفرجتم عن ابن أبي طالب انفراج الرأس .

والله إن امرأ يمكن عدوه من نفسه ، يعرق لحمه ، ويهشم عظمه ، ويفري جلده ، لعظيم عجزه ، ضعيف ما ضمت عليه جوانح صدره .

Página 112