297

Comentario sobre El Sendero de la Elocuencia

شرح نهج البلاغة

Editor

محمد عبد الكريم النمري

Editorial

دار الكتب العلمية

Edición

الأولى

Año de publicación

1418 AH

Ubicación del editor

بيروت

ثم قال : وإن مسيري هذا لمثلها ، فلأنقبن الباطل ، كأنه جعل الباطل كشيء قد اشتمل على الحق ، واحتوى عليه ، وصار الحق في طيه ، كالشيء الكامن المستتر فيه ، فأقسم لينقبن ذلك الباطل إلى أن يخرج الحق من جنبه وهذا باب الإستعارة أيضا .

ثم قال : لقد قاتلت قريشا كافرين ولأقاتلنهم مفتونين ، لأن الباغي على الإمام مفتون فاسق .

وهذا الكلام يؤكد قول أصحابنا : إن أصحاب صفين والجمل ليسوا بكفار ، خلافا للإمامية ، فإنهم يزعمون أنهم كفار .

حذيفة بن اليمان وخبر يوم ذي قار

وروى أبو مخنف عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن زيد بن علي ، عن ابن عباس ، قال : لما نزلنا مع علي عليه السلام ذا قار ، قلت : يا أمير المؤمنين ، ما أقل من يأتيك من أهل الكوفة فيما أظن ! فقال : والله ليأتيني منهم ستة آلاف وخمسمائة وستون رجلا ؛ لا يزيدون ولا ينقصون .

قال ابن عباس : فدخلني والله من ذلك شك شديد في قوله ، وقلت في نفسي : والله إن قدموا لأعدنهم .

قال أبو مخنف : فحدث ابن إسحاق ، عن عمه عبد الرحمن بن يسار ، قال : نفر إلى علي عليه السلام إلى ذي قار من الكوفة في البحر والبر ستة آلاف وخمسمائة وستون رجلا ، أقام علي بذي قار خمسة عشر يوما ، حتى سمع صهيل الخيل وشحيج البغال حوله .

قال : فلما سار بهم منقلة ، قال ابن عباس : والله لأعدنهم ، فإن كانوا كما قال ، وإلا أتممتهم من غيرهم ، فإن الناس قد كانوا سمعوا قوله . قال : فعرضتهم فوالله ما وجدتهم يزيدون رجلا ، ولا ينقصون رجلا ، فقلت : الله أكبر ! صدق الله ورسوله ! ثم سرنا .

قال أبو مخنف : ولما بلغ حذيفة بن اليمان أن عليا قد قدم ذا قار ، واستنفر الناس ، دعا أصحابه فوعظهم وذكرهم الله وزهدهم في الدنيا ، ورغبهم في الآخرة ، وقال لهم : الحقوا بأمير المؤمنين ووصي سيد المرسلين ، فإن الحق أن تنصروه ؛ وهذا الحسن ابنه وعمار قد قدما الكوفة يستنفران الناس ، فانفروا .

قال : فنفر أصحاب حذيفة إلى أمير المؤمنين ، ومكث حذيفة بعد ذلك خمس عشرة ليلة ، وتوفي رحمه الله تعالى .

قال أبو مخنف : وقال هاشم بن عتبة المرقال ، يذكر نفورهم إلى علي عليه السلام :

وسرنا إلى خير البرية كلها . . . على علمنا أنا إلى الله نرجع

Página 111