281

Comentario sobre El Sendero de la Elocuencia

شرح نهج البلاغة

Editor

محمد عبد الكريم النمري

Editorial

دار الكتب العلمية

Edición

الأولى

Año de publicación

1418 AH

Ubicación del editor

بيروت

وقيل : بل قتله كنانة بن بشر التجيبي وقيل : بل قتيرة بن وهب . ودخل غلمان عثمان ومواليه ، فضرب أحدهم عنق سودان فقتله ، فوثب قتيرة بن وهب على ذلك الغلام فقتله ، فوثب غلام آخر على قتيرة فقتله ، ونهبت دار عثمان ، وأخذ ما على نسائه وما كان في بيت المال ، وكان فيه غرارتان دراهم . ووثب عمرو بن الحمق على صدر عثمان وبه رمق فطعنه تسع طعنات ، وقال : أما ثلاث منها فإني طعنتهن لله تعالى ، وأما ست منها فلما كان في صدري عليه . وأرادوا قطع رأسه ، فوقعت عليه زوجتاه : نائلة بنت الفرافصة وأم البنين ، ابنة عيينة بن حصن الفزاري ، فصحن وضربن الوجوه ، فقال ابن عديس : اتركوه ، وأقبل عمير بن ضابئ البرجمي فوثب عليه ، فكسر ضلعين من أضلاعه ، وقال له : سجنت أبي حتى مات في السجن ! وكان قتله يوم الثامن عشر من ذي الحجة من سنة خمس وثلاثين . وقيل : بل في أيام التشريق ، وكان عمره ستا وثمانين سنة .

قال أبو جعفر : وبقي عثمان ثلاثة أيام لا يدفن . ثم إن حكيم بن حزام بن مطعم كلما عليا عليه السلام في أن يأذن في دفنه ففعل ، فلما سمع الناس بذلك قعد له قوم في الطريق بالحجارة ، وخرج به ناس يسير من أهله ، ومعهم الحسن بن علي وابن الزبير ، وأبو جهم بن حذيفة بين المغرب والعشاء ، فأتوا به حائطا من حيطان المدينة ، يعرف بحش كوكب وهو خارج البقيع ، فصلوا عليه . وجاء ناس من الأنصار ليمنعوا من الصلاة عليه ، فأرسل علي عليه السلام ، فمنع من رجم سريره ، وكف الذي راموا منع الصلاة عليه ، ودفن في حش كوكب ، فلما ظهر معاوية على الأمر ، أمر بذلك الحائط فهدم ، وأدخل في البقيع ، وأمر الناس أن يدفنوا موتاهم حول قبره ؛ حتى اتصل بمقابر المسلمين بالبقيع .

وقيل إن عثمان لم يغسل ، وإنه كفن في ثيابه التي قتل فيها .

وقال أبو جعفر : وروي عن عامر الشعبي أنه قال : ما قتل عمر بن الخطاب حتى ملته قريش واستطالت خلافته ، وقد كان يعلم فتنتهم ، فحصرهم في المدينة وقال لهم : إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة انتشاركم في البلاد . وإن كان الرجل ليستأذنه في الغزو ، فيقول : إن لك في غزوك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يكفيك ، وهو خير لك من غزوك اليوم ، وخير لك من الغزو ألا ترى الدنيا ولا تراك . فكان يفعل هذا بالمهاجرين من قريش ، ولم يكن يفعله بغيرهم من أهل مكة ، فلما ولي عثمان الخلافة خلى عنهم فانتشروا في البلاد ، وخالطهم الناس ، وأفضى الأمر إلى ما أفضى إليه ، وكان عثمان أحب إلى الرعية من عمر .

قال أبو جعفر : وكان أول منكر ظهر بالمدينة في خلافة عثمان حين فاضت الدنيا على العرب والمسلمين طيران الحمام والمسابقة بها ، والرمي عن الجلاهقات - وهي قسي البندق - فاستعمل عثمان عليها رجلا من بني ليث في سنة ثمان من خلافته فقص الطيور وكسر الجلاهقات .

Página 95