Comentario sobre El Sendero de la Elocuencia
شرح نهج البلاغة
Editor
محمد عبد الكريم النمري
Editorial
دار الكتب العلمية
Edición
الأولى
Año de publicación
1418 AH
Ubicación del editor
بيروت
وخرج مروان بسيفه يجالد الناس ، فضربه رجل من من بني ليث على رقبته ، فأثبته وقطع إحدى علباويه ، فعاش مروان بعد ذلك أوقص ، وقام إليه عبيد بن رفاعة الزرقي ليذفف عليه ، فقامت دونه فاطمة أم إبراهيم بن عدي - وكانت أرضعت مروان وأرضعت له - فقالت له : إن كنت تريد قتله فقد قتل ، وإن كنت إنما تريد أن تتلعب لحمه فأقبح بذلك ! فتركه ، فخلصته وأدخلته بيتها ، فعرف لها بنوه ذلك بعد ، واستعملوا ابنها إبراهيم ، وكان له منهم خاصة .
وقتل المغيرة بن الأخنس بن شريق ، وهو يحامي عن عثمان بالسيف ، واقتحم القوم الدار ، ودخل كثير منهم الدور المجاورة ، وتسوروا من دار عمرو بن حزم إليها حتى ملأوها ، وغلب الناس على عثمان وندبوا رجلا لقتله ، فدخل إليه البيت ، فقال له : اخلعها وندعك ، فقال : ويحك ! والله ما كشفت عن امرأة في جاهلية ولا إسلام ، ولا تعينت ولا تمنيت ، ولا وضعت يميني على عورتي مذ بايعت رسول الله ، ولست بخالع قميصا كسانيه الله ، حتى يكرم أهل السعادة ، ويهين أهل الشقاوة .
فخرج عنه فقالوا له : ما صنعت ؟ قال : إني لم أستحل قتله ، فأدخلوا إليه رجلا من الصحابة ، فقال له : لست بصاحبي ، إن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لك أن يحفظك يوم كذا ، ولن تضيع ؛ فرجع عنه .
فأدخلوا إليه رجلا من قريش ، فقال له : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استغفر لك يوم كذا ، فلن تقارف دما حراما ، فرجع عنه .
فدخل عليه محمد بن أبي بكر ، فقال : له عثمان : ويحك ! أعلى الله تغضب ! هل لي إليك جرم إلا أني أخذت حق الله منك ؟ فأخذ محمد بلحيته ، وقال : أخزاك الله يا نعثل ! قال : لست بنعثل ، ولكني عثمان وأمير المؤمنين ؛ فقال : ما أغنى عنك معاوية وفلان وفلان ، فقال عثمان : يابن أخي ، دعها من يدك ، فما كان أبوك ليقبض عليها ، فقال : لو عملت ما عملت في حياة أبي لقبض عليها ، والذي أريد بك أشد من قبضي عليها ، فقال : أستنصر الله عليك وأستعين به ، فتركه وخرج . وقيل : بل طعن جبينه بمشقص كان في يده ، فثار سودان بن حمران ، وأبو حرب الغافقي وقتيرة بن وهب السكسكي ، فضربه الغافقي بعمود كان في يده ، وضرب المصحف برجله ، وكان في حجره ، فنزل من بين يديه وسال عليه الدم .
وجاء سودان ليضربه بالسيف ، فأكبت عليه امرأته نائلة بنت الفرافصة الكلبية ، واتقت السيف بيدها وهي تصرخ ، فنفح أصابعها فأطنها ، فولت ، فغمز بعضهم أوراكها ، وقال : إنها لكبيرة العجز ، وضرب سودان عثمان فقتله .
Página 94