Comentario sobre El Sendero de la Elocuencia
شرح نهج البلاغة
Editor
محمد عبد الكريم النمري
Editorial
دار الكتب العلمية
Edición
الأولى
Año de publicación
1418 AH
Ubicación del editor
بيروت
فأخرجه عثمان ، وأرسل إلى عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، وإلى معاوية وسعيد بن العاص وعمرو بن العاص وعبد الله بن عامر - وكان قد استقدم الأمراء من أعمالهم - فشاورهم ، وقال : إن لكل أمير وزراء ونصحاء ، وإنكم وزرائي ونصحائي وأهل ثقتي ، وقد صنع الناس ما قد رأيتم ، وطلبوا إلى أن أعزل عمالي وأن أرجع عن جميع ما يكرهون إلى ما يحبون ، فاجتهدوا رأيكم .
فقال عبد الله بن عامر : أرى لك يا أمير المؤمنين أن تشغلهم بالجهاد حتى يذلوا لك ، ولا تكون همة أحدهم إلا في نفسه ، وما هو فيه من دبر دابته وقمل فروته .
وقال سعيد بن العاص : احسم عنك الداء واقطع عنك الذي تخاف ، إن لكل قوم قادة متى يهلكوا يتفرقوا ولا يجتمع لهم أمر . فقال : إن هذا لهو الرأي لولا ما فيه .
وقال معاوية : أشير عليك أن تأمر أمراء الأجناد ، فيكفيك كل رجل منهم ما قبله ، فأنا أكفيك أهل الشام .
وقال عبد الله بن سعد : إن الناس أهل طمع ، فأعطهم من هذا المال تعطف عليك قلوبهم .
فقال عمرو بن العاص : يا أمير المؤمنين ، إنك ركبت الناس ببني أمية ، فقلت وقالوا ، زغت وزاغوا ، فاعتدل أو اعتزل ، فإن أبيت فاعزم عزما ، وامض قدما .
فقال له عثمان : مالك قمل فروك ! أهذا بجد منك ! فسكت عمرو حتى تفرقوا ، ثم قال : والله يا أمير المؤمنين ، لأنت أكرم علي من ذلك ، ولكني علمت أن بالباب من يبلغ الناس قول كل رجل منا فأردت أن يبلغهم قولي ، فيثقوا بي ، فأقود إليك خيرا ، وأدفع عنك شرا . فرد عثمان عماله إلى أعمالهم ، وأمرهم بتجهيز الناس في البعوث ، وعزم على أن يحرمهم أعطياتهم ليطيعوه ، ورد سعيد بن العاص إلى الكوفة ، فتلقاه أهلها بالجرعة - وكانوا قد كرهوا إمارته ، وذموا سيرته - فقالوا له : ارجع إلى صاحبك ، فلا حاجة لنا فيك . فهم بأن يمضي لوجهه ولا يرجع ، فكثر الناس عليه ، فقال له قائل : ما هذا ! أترد السيل عن أدراجه ! والله لا يسكن الغوغاء إلا المشرفية ، ويوشك أن تنتضى بعد اليوم ، ثم يتمنون ما هم اليوم فيه فلا يرد عليهم . فارجع إلى المدينة ، فإن الكوفة ليست لك بدار .
Página 81