Explanation of Nahj al-Balagha by Muhammad Abduh
شرح نهج البلاغة لمحمد عبده
Número de edición
الأولى
Año de publicación
1412 AH
Géneros
[النص]
منكم موطنين أكناف دجلة (1) فأنهضهم معكم إلى عدوكم وأجعلهم من أمداد القوة لكم (2). (أقول يعني عليه السلام بالملطاط ها هنا السمت الذي أمرهم بلزومه وهو شاطئ الفرات. ويقال ذلك أيضا لشاطئ البحر، وأصله ما استوى من الأرض. ويعني بالنطفة ماء الفرات. وهو من غريب العبارات وعجيبها)
49 - ومن
~~كلام له عليه السلام الحمد لله الذي بطن خفيات الأمور (3). ودلت عليه أعلام الظهور. وامتنع على عين البصير. فلا عين من لم يره تنكره. ولا قلب من أثبته يبصره (4). سبق في العلو فلا شئ أعلى منه. وقرب في الدنو
[الشرح]
صدره، والملطاط حافة الوادي وشفيره، وساحل البحر، والسمت أي الطريق، وقول الشريف يعني بالملطاط السمت تبيين لمراد أمير المؤمنين من لفظ الملطاط في كلامه لا تفسير اللفظ في نفسه، وقوله وهو شاطئ الفرات بيان للسمت أي الطريق، وقوله ويقال ذلك - أي لفظ الملطاط - تفسير للفظ الملطاط في استعمال اللغويين، فاندفع بهذا ما أورده ابن أبي الحديد على عبارته من أنها خالية من المعنى (1) الشرذمة النفر القليلون، والأكناف الجوانب. وموطنين الأكناف أي جعلوها وطنا. يقال أوطنت البقعة (2) الأمداد جمع مدد وهو ما يمد به الجيش لتقويته. وهذه الخطبة نطق بها أمير المؤمنين وهو بالنخيلة خارجا من الكوفة إلى صفين لخمس بقين من شوال سنة سبع وثلاثين (3) بطن الخفيات علمها، والأعلام جمع علم بالتحريك وهو المنار يهتدى به ثم عم في كل ما دل على شئ، وأعلام الظهور الأدلة الظاهرة التي بظهورها يظهر غيرها (4) كان الأليق بعد قوله وامتنع على عين البصير ما جاء في رواية أخرى وهو
Página 98