Explicación de Galeno sobre el libro de Hipócrates llamado Epidemias
شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا
Géneros
وقد فهم قوم من اسم «الرعب» الذي ذكره أبقراط في أول هذا الكلام بهذا المعنى بعينه. وليس يمكن أن يكشف خطاء من فهم «الرعب» على هذا المعنى من تفسير هذا الاسم لأن الأشياء المرعبة الهائلة مقرونة «بجبن» المريض إلا أن اللفظة التي أضافها إلى «الرعب» وهي قوله «اللازم» لا يجوز أن يفهم على الرعب الذي يحدث للمريض عند ذكر المتطبب له حاجته إلى العلاج الشاق المؤذي لكنه إنما يجوز أن يفهم عن الرعب الذي يكون «لازما» للمريض من قبل شدة وجعه وصعوبته لأن «الرعب» الذي يلحق الوجع الشديد يكون معه منذ أول الأمر فأما «الجبن» الذي يظهر من المريض عند ذكر المتطبب له حاجته إلى العلاج الشاق فإنه إنما يحدث من بعد.
فأنا عائد في جميع ما قلت ومجمل له بإيجاز ليسهل حفظه فأقول إنا نقدر أن نعرف المحق من المبطل ممن يدعي أن به وجعا شديدا من شدة خوفه من ذلك الوجع الشديد ومن الدلائل المأخوذة من «الخبرة» بأمور الطب. ومن تلك الدلائل أن يكون المريض يقلق ويضطرب وتبرد أطرافه ويصفر لونه وربما عرق عرقا باردا ويختلف نبضه. واختلاف النبض لازم ضرورة صاحب الوجع وإن قل والذي يخص صاحب الوجع الشديد منه أن يكون عدد النبضات الصغار فيه أكثر من عدد النبضات الكبار وعدد النبضات الضعيفة أكثر من عدد النبضات القوية.
وإذا سئل صاحب تلك الحال أي صنف من أصناف الوجع يجد وصف الصنف الذي يشاكل منه العضو الذي يشكو فيه الوجع. فإن من الأعضاء أعضاء يمتد فيها الوجع إلى مواضع كثيرة ومنها ما وجعه ثابت راكد في موضع واحد ومنها ما وجعه نخس ومنها ما وجعه ضربان ومنها ما يخيل وجعه كأنه شيء يمزق ومنها ما يحس مع وجعه بخدر ومنها ما يحس معه بثقل ومنها ما يهيج وجعه قيئا ومنها ما يهيج مع القيء اختلافا ومنها ما يهيج وجعه دوارا وظلمة العينين وغشيا وسدرا. وقد وصفت أمر هذه الأعضاء وأوجاعها الوصف الشافي في كتابي في تعرف علل الأعضاء الباطنة.
Página 272