وقال في الخروج الذي يكون «من دون البطن وفي أبعد موضع من موضع العلة» إنه «محمود» ومعناه في قوله بذلك شبيه بمعناه فيما تقدم من قوله إلا أنه كرره لكثرة الانتفاع بهذا المعنى الذي وصفه.
[chapter 27]
قال أبقراط: وما كان منه يجري سيلا فهو أحمد مثل الدم من المنخرين والمدة من الأذنين والبزاق والبول اللذين يجريان سيلا.
قال جالينوس: إن اسم «الخروج» عند أبقراط البحران الذي يكون بشيء «يجري سيلا» أعني بالاستفراغ أو البحران الذي يكون بالخراج. فقال في هذا الكلام إن ما كان من البحران بالاستفراغ فهو أحمد مما يكون بخراج وضرب لذلك مثلا من «الدم» الذي يجري «من المنخرين» كأنه قال إن الرعاف صنف من أصناف الخروج الذي يجري سيلا «والمدة» التي تجري «من الأذنين » صنف آخر «والبزاق» صنف آخر «والبول» صنف آخر على أن هذين أمران طبيعيان. ولعل أبقراط إنما استثنى في آخر قوله بعد ذكره «البزاق والبول» فزاد «اللذين يجريان سيلا» وهو يريد أن يدل بهما على كثرة الاستفراغ لأن البزاق والبول إن لم يستفرغ منهما شيء كثير لم يكن ذلك مستحقا لأن يسمى باسم «الخروج».
[chapter 28]
قال أبقراط: ومن لم يصبه هذا أصابه أصناف من الخروج مثل الذي يكون في الأسنان والعينين والأنف والخراجات التي تحتقن من خارج تحت الجلد مثل تعقد العصب وما يتقيح به والقروح والبثور وما أشبه ذلك والجرب المتقشر وسقوط الشعر والبهق والبرص وما أشبه ذلك.
Página 148