Explicación de Galeno sobre el libro de Hipócrates llamado Epidemias

Hunayn ibn Ishaq d. 259 AH
176

Explicación de Galeno sobre el libro de Hipócrates llamado Epidemias

شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا

Géneros

ولسنا نملك أمر استنشاق الهواء متى كان هواء البيت باردا وذلك أنه لا بد من أن يستنشق بالحال التي هو عليها فأما أمر الدثار فنحن نملكه. فلا ينبغي أن يكون ما يغطى به البدن منذ أول الأمر يسيرا حتى يناله التبريد من الوجهين جميعا فيصير بغتة إلى مزاج ضد المزاج الأول الذي كان عليه. وأنت قادر من هذا أن تفهم التغير الذي يكون من البرد إلى الحر كيف ينبغي أن تنزله قليلا قليلا وذلك أنك إن نقلت صاحب تلك الحال من بيت بارد إلى بيت حار كشفت بدنه حذرا من أن يسخن دفعة من الوجهين جميعا أعني باستنشاق الهواء من داخل وبالدثار الكثير من خارج.

وضد التغيير الذي يكون دفعة التغيير الذي يكون قليلا قليلا بطريق «التدريج» ولما كان كلام أبقراط في هذا التغيير وجب أن يكون كلامه من فن المداواة. فأما إيراقليدس الذي من أهل طارنطس فقال إنه قد يجوز أن يكون هذا الكلام إنما قصد به أبقراط الاستدلال وذلك أنه متى كان المريض يشتاق إلى استنشاق الهواء البارد لأنه يحس في الأعضاء الباطنة من بدنه بتلهب شديد ويحتاج من خارج إلى دثار كثير لبرد يحسه فذلك مما يدل على أن مرضه مرض رديء قتال. وقوله هذا حق وهو مما ينتفع الطبيب بمعرفته إلا أنه غير موافق للفظ كلام أبقراط في هذا القول لأن قوله «التدريج» إنما هو بإزاء ما يكون بغتة ودفعة وهو موافق للتفسير الأول الذي قلناه وليس يوافق هذا التفسير الثاني الذي فسره إيراقليدس.

Página 432