قال الشاعر :
بناة مكارم وأساة جرح
دماؤهم من الكلب الشفاء
وقال آخر :
أحلامكم لسقام الجهل شافية
كما دماؤكم تشفي من الكلب
13 شق البرقع والرداء يوجب الحب المتقابل :
ومن أوهامهم وتخيلاتهم أنهم كانوا يزعمون أن الرجل إذا احب إمرأة واحبته فشق برقعها وشقت رداءه صلح حبهما ودام ، فان لم يفعلا ذلك فسد حبهما ، قال في ذلك احدهم :
وكم شققنا من رداء محبر
ومن برقع عن طفلة غير عانس
14 معالجة المرضى بالامور العجيبة :
ومن مذاهبهم الخرافية في معالجة المرضى إذا بثرت شفة الصبي حمل منخلا على رأسه ونادى بين بيوت الحي : الحلأ الحلأ ، الطعام الطعام ، فتلقي له النساء كسر الخبز ، واقطاع التمر واللحم في المنخل ثم يلقي ذلك للكلاب فتأكله ، فيبرأ من المرض فان أكل صبي من الصبيان من ذلك الذي ألقاه للكلاب تمرة أو لقمة أو لحمة بثرت شفته.
فقد رويت عن إمرأة أنها انشدت :
ألا حلأ في شفة مشقوقه
فقد قضى منخلنا حقوقه
ومن أعاجيبهم أنهم كانوا إذا طالت علة الواحد منهم ، وظنوا أن به مسا من الجن لانه قتل حية ، أو يربوعا ، أو قنفذا ، عملوا جمالا من طين وجعلوا عليها جوالق وملاؤها حنطة وشعيرا وتمرا ، وجعلوا تلك الجمال في باب جحر إلى جهة المغرب وقت غروب الشمس وباتوا ليلتهم تلك ، فاذا اصبحوا نظروا إلى تلك
Página 77