ودار في نفس يوري وهو ينظر إلى ريازانتزيف هذا الحديث: «وهذا إذن الرجل الذي يحب المرأة في شخص أختي الصغيرة لياليا النضيرة الجميلة كالفجر في الربيع، يحبها كما أحببت أنا النساء.»
وآلمه لسبب ما، أن ينظر إلى لياليا وريازانتزيف، كأنما أشفق أن يقرأ خواطره.
وأحس الرجلان أن في نفس كل منهما كلاما مهما يجب أن يقوله لصاحبه.
وود يوري لو استطاع أن يسأله: «أتحب لياليا؟ حبا صادقا حقيقيا؟ إن الأمر يكون محزنا بل عارا إذا أنت خنتها فهي نقية الذيل بريئة العهد.»
وإذن لود ريازانتزيف لو يجيبه هكذا: «نعم أحب أختك حبا عميقا. ومن ذا الذي يستطيع ألا يحبها؟ انظر كيف نقاؤها وحلاوتها وفتنتها! وتأمل كيف تحبني! ما أحلى خدها!»
ولكن يوري لم يسأله شيئا وسأله ريازانتزيف: «هل طردت إلى أمد طويل؟»
فكان جواب يوري: «لخمس سنوات.»
وكان أبوه نيقولا يقطع الغرفة جيئة وذهوبا، فلما سمع منه هذا وقف برهة ثم تنبه وعاد إلى سيره بخطى الجندي المتزنة المنتظمة، وكان يجهل تفاصيل نفي ابنه فصدمه هذا النبأ الذي لم يكن يتوقعه، وقال لنفسه: «ترى ما معنى هذا كله؟»
ولم يفت لياليا مدلول هذه الحركة من أبيها وكانت تخشى أن تقع المشادة بينه وبين أخيها فحاولت أن تغير الحديث وقالت لنفسها: «كيف بلغ من حمقي أن أنسى أن أنبه أناتول؟»
ولكن ريازانتزيف لم يكن يدري حقيقة الأمر ولما دعته لياليا أن يتناول بعض الشاي أجابها إلى ذلك ثم عاد إلى مساءلة يوري: «وماذا تنوي أن تصنع الآن؟»
Página desconocida