Cinta de las Estrellas Elevadas
سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي
Editor
عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض
Editorial
دار الكتب العلمية
Edición
الأولى
Año de publicación
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
Ubicación del editor
بيروت
Regiones
•Arabia Saudita
Imperios
Otomanos
قَالَ ابْن إِسْحَاق وأفلت مِنْهُم بعد وُقُوع التحريق رجل يُقَال لَهُ ذُو ثعلبان على فرس لَهُ فسلك الرميل فَأَعْجَزَهُمْ فَمضى على وَجهه حَتَّى أَتَى قَيْصر فاستنصره على ذِي نواس المحرق لَهُم صَاحب الْأُخْدُود وَجُنُوده وَأخْبرهُ بِمَا بلغ مِنْهُم فَقَالَ لَهُ بَعدت بلادك وَلَكِنِّي أكتب لَك إِلَى ملك الْحَبَشَة فَإِنَّهُ على هَذَا الدّين يَعْنِي النَّصْرَانِيَّة وَهُوَ أقرب إِلَى بلادك فَكتب إِلَيْهِ يَأْمُرهُ بنصره والطلب بثأر قومه فَقدم ذُو ثعلبان على النَّجَاشِيّ بكاتب قَيْصر فَبعث مَعَه سبعين ألفا من الْحَبَشَة وَأمر عَلَيْهِم رجلا مِنْهُم يُقَال لَهُ أرياط وَمَعَهُ فِي جنده أَبْرَهَة الأشرم فَركب أرياط الْبَحْر حَتَّى نزل بساحل الْيمن وَمَعَهُ ذُو ثعلبان وَسَار ذُو نواس الْحِمْيَرِي فِي حمير وَمن أطاعه من قبائل الْيمن فَلَمَّا الْتَقَوْا انهزم ذُو نواس وَأَصْحَابه فَلَمَّا رأى ذُو نواس وَأَصْحَابه مَا نزل بِهِ وبقومه وَجه فرسه فِي الْبَحْر ثمَّ ضربه فَدخل وخاض بِهِ ضحضاح الْبَحْر حَتَّى أفْضى بِهِ إِلَى غمرة فَأدْخلهُ فِيهَا فَكَانَ آخر الْعَهْد بِهِ وَدخل أرياط الْيمن فملكها وَأقَام سِنِين فِي سُلْطَانه ذَلِك ثمَّ نازعه فِي أَمر الْحَبَشَة بِالْيمن أَبْرَهَة الحبشي الَّذِي كَانَ من جملَة جَيْشه فتفرقت الْحَبَشَة بَينهمَا فانحاز إِلَى كل وَاحِد مِنْهُمَا طَائِفَة مِنْهُم ثمَّ سَار أَحدهمَا على الآخر فَلَمَّا تقاربت النَّاس أرسل أَبْرَهَة إِلَى أرياط إِنَّك لَا تصنع إِلَّا أَن تلقى الْحَبَشَة بَعْضهَا بِبَعْض حَتَّى تفنيها شَيْئا بعد شَيْء فابرز إِلَيّ وأبرز إِلَيْك فأينا أصَاب صَاحبه انْصَرف إِلَيْهِ جنده فَأرْسل إِلَيْهِ أرياط يَقُول أنصفت فَخرج إِلَيْهِ أَبْرَهَة وَكَانَ رجلا حكيمًا قَصِيرا وَكَانَ على دين النَّصْرَانِيَّة وَخرج إِلَيْهِ أرياط وَكَانَ رجلا جميلًا طَويلا وَفِي يَده حَرْبَة لَهُ وَخلف أَبْرَهَة غُلَام لَهُ يُقَال لَهُ عيودة يمْنَع ظَهره فَرفع أرياط الحربة فَضرب بهَا أَبْرَهَة يُرِيد يَافُوخه فَوَقَعت على جبهة أَبْرَهَة فشرمت حَاجِبه وَأَنْفه وعينه وشفته فَلذَلِك سمى أَبْرَهَة الأشرم وَحمل عيودة على أرياط من خلف أَبْرَهَة فَقتله فَانْصَرف جند أرياط إِلَى أَبْرَهَة فاجتمعت عَلَيْهِ الْحَبَشَة بِالْيمن
1 / 283