(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَبِه نستعين رب يسر يَا كريم)
أَحْمد الْملك وَأَنا عَبده حمد الْمَمْلُوك للْمَالِك واشكره فقد وعد زيد فَضله محسن الشُّكْر من جوده المتدارك المتدالك الَّذِي أنشأ أَبَانَا آدم بشرا من أَدِيم الأَرْض واستعمرنا أجيالا وأمما فِيهَا بالطول وَالْعرض فملئت منا المسالك فسبحانه من إِلَه دَائِم الْبَقَاء والثبوت ومجدد الْأَعْمَار بآجالها الَّتِي خطّ علينا كتابها الموقوت فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ المستمد مِنْهُ صحف الملائك مفنى الأول ومبيد الدول ومفيد الممالك وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ فِي ملكه وَلَا مشايح لَهُ فِي ملاك ملكه وَلَا ممانع وَلَا معالك شَهَادَة أعدهَا أَنْفَع الْوَسَائِل وأمتع الْأَسْبَاب والوصائل وَأَرْجُو بهَا إضاءة رمسى تَحت طَبَقَات الدكادك وَأشْهد أَن سيدنَا ومولانا مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله الَّذِي تشرفت بسيرته بطُون المهارق وتشنفت المسامع بعذارى شمائله فأخجلن مشنفات بَنَات طَارق وتعطرت بأريج ثنائه رُءُوس المنابر وبطون الدفاتر وصدور الْمَالِك صلى الله وَسلم عَلَيْهِ وعَلى إِلَه خيرة العوالم وَهُدَاة الْخَلَائق إِذا الضلال نشرت مِنْهُ الخوافي والقوادم فَذَلِك مِمَّا خصهم الله بِهِ وَكَأَنَّهُم للنوع الإنساني فذالك وعَلى أَصْحَابه ربأة الثأى وَصدقَة الوأى ومقتحمي غمار مفرق معرك الْمَوْت فِي
1 / 55
رِضَاهُ والمهالك وعَلى التَّابِعين وتابعهم بِإِحْسَان الناهجي مشرع وردهم الهني غير آسن وَلَا آن نهج رواد الملاط لَا رازح متساوك مَا اخضر نجم الغبراء فَعَاشَ مِنْهُ البهيم واغبر نجم الخضراء إِذْ غاس عَلَيْهِ الغيهب البهيم ودارت على الأفلاك بدورها الفوالك أما بعد فَلَا ريب إِن فن السّير والتواريخ وَالْأَخْبَار وغرائب الْقَصَص والوقائع والْآثَار من الْفُنُون الَّتِي تداولها الأجيال والأمم وتعنو إِلَيْهَا نفوس ذَوي الهمم وتتنافس فِيهِ الْمُلُوك والعظماء ويتساوى فِي فهمه الْجُهَّال وَالْعُلَمَاء إِذْ هُوَ فِي ظَاهره لَا يزِيد على أَخْبَار عَن الْأَيَّام والدول والسوابق من الْقُرُون الأول تنمو فِيهَا الْأَقْوَال وتضرب مِنْهَا الْأَمْثَال وتسوع بهَا الأندية إِذا غصها الاحتفال وتؤدى إِلَيْنَا شَأْن الخليقة كَيفَ تقلبت بهَا الْأَحْوَال وَمَا عانته الدول عِنْد ضيق النطاق بهَا تَارَة واتساع المجال وَفِي بَاطِنه نظر وَتَحْقِيق وَاعْتِبَار وتأس بِمَا طحنته رهى الدَّهْر كل مِنْهُمَا دَقِيق وَعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق فَهُوَ لذَلِك لَهُ اصل فِي الْحِكْمَة عريق وجدير بِأَن يعد فِي علومها وخليق خُصُوصا مَا صدرت بِهِ من سيرة سيد الْأَنَام وتعداد آبَائِهِ الْكِرَام وَجَمِيع غَزَوَاته وبعوثه وسراياه ومعجزاته وَمَا خص بِهِ من حميد مزاياه وَسَائِر حالاته وتقلباته من حِين الْولادَة إِلَى حِين وَفَاته كَمَا سأبينه فِي الفهرسة بِمَا هُوَ كَاف فِي الْمقَام واف بالمرام طَاف للأوام وَأَن فحول المؤرخين فِي الْإِسْلَام قد استوفوا أَخْبَار الْأُمَم سطروها وبينوها فِي صفحات الدفاتر وقدورها ترويحا للنفوس وتفريحا للخاطر الملبوس وتنبيها على كَمَال قدرَة القاهر وإيقاظا وتبصرة للعاقل إِذا تأملها اينع غرسها فِيهِ تَسْلِيمًا واتعاظا مصداق قَول الإِمَام مُحَمَّد بن إِدْرِيس الشَّافِعِي وَهُوَ الثبت الْعدْل علم التَّارِيخ يزِيد الْعقل مَعَ مَا فِيهِ من ضبط الْأَوْقَات وَالْأَحْوَال عَمَّا يحصل بِسَبَب الْكَذِب فِيهِ من الاختلال
1 / 56
قَالَ الْعَلامَة عبد الرَّحْمَن بن الديبع فِي كِتَابه بغية المستفيد فِي أَخْبَار زبيد لَوْلَا التَّارِيخ لقَالَ من شَاءَ مَا شَاءَ وَقَالَ حسان بن زيد لم يستعن على الْكَذَّابين بِمثل التَّارِيخ فقد نقل إِن بعض الْيَهُود من أهل خَيْبَر اظهر كتابا وَادّعى فِيهِ أَنه كتاب رَسُول الله
كتبه لَهُم بِإِسْقَاط الْجِزْيَة عَنْهُم حِين فتحهَا ﵊ وَفِي ذَلِك الْكتاب شَهَادَة جمع من الصَّحَابَة رضوَان الله عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ مِنْهُم أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب وَسعد بن معَاذ وَمُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان فَعرض الْكتاب على الْحَافِظ الْعَلامَة أبي بكر أَحْمد بن ثَابت الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ فَتَأَمّله وَقَالَ هَذَا مزور على رسو الله
وَأَصْحَابه فَقيل لَهُ من أَيْن لَك هَذَا قَالَ لِأَن فِيهِ شَهَادَة مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان وَهُوَ إِنَّمَا أسلم يَوْم فتح مَكَّة سنة ثَمَان من الْهِجْرَة وَفتح خَيْبَر إِنَّمَا كَانَ سنة سبع من الْهِجْرَة وَفِيه شَهَادَة سعد بن معَاذ وَكَانَ سعد قد مَاتَ يَوْم بني قُرَيْظَة من سهم أَصَابَهُ يَوْم الخَنْدَق وَذَلِكَ سنة خمس من الْهِجْرَة فَيكون مَوته قبل فتح خَيْبَر بِسنتَيْنِ فَظهر تزوير هَذَا الْكتاب انْتهى فيالها منقبة عَظِيمَة تتوق إِلَيْهَا الْأَنْفس الْكَرِيمَة وَقد قَالَ الْقَائِل // (من الطَّوِيل) //
(إِذا عرف الإنسانُ أخبارَ مَنْ مضَى ... توهَّمتُهُ قد عاشَ من أوّل الدهرِ)
1 / 57
(وأَحسَبُهُ قد عاشَ آخرَ عُمرهِ ... مدى الدَّهْر إِن أَبقى الجَميلَ من الذِّكر)
(فكُن عَارِفًا أَخْبَار من مَاتَ وانقضى ... وكُنْ ذَا نوَالٍ تغتنم أطولَ العُمرِ)
فَهُوَ فن غزير عَزِيز الْمَذْهَب جم الْفَائِدَة شرِيف العائدة إِذْ هُوَ يوقفنا على أَخْلَاق الْأَنْبِيَاء فِي هدى رسالتهم وأحوال الْخُلَفَاء والملوك فِي دولهم وسياستهم حَتَّى تتمّ فَائِدَة الِاقْتِدَاء بهم فِي ذَلِك لمن يرومها فِي أَحْوَال الدّين وَالدُّنْيَا ويطلع طلع حقائق الْأُمُور غنية بالتصريح عَن الرموز والكنيا وفن التَّارِيخ مَا برح بِهَذِهِ الْفَوَائِد كَفِيلا وَمَا فتئ يَأْتِي بالأخبار على وَجههَا جملَة وتفصيلا فَهُوَ كالمرآة الصقيلة من نظر فِيهَا كشفت لَهُ عَمَّا لَا يحسن عِنْده أَو يَقُول باستحسانه وَيصير بِمَعْرِفَة من تقدم بِمَنْزِلَة من شَاهد المغيبات بعيانه ولولاه لأصبحت المآثر وَهن الدَّوَائِر ورسوم المكارم لَيْسَ لَهَا معالم ومناهل المحاسن ذَات مَاء آسن فَلم يزل الْخلف متطلعين لأخبار من سلف ومتتبعين لزهرات محاسنهم الَّتِي تقتطف لتقتفي آثَارهم فِيمَا كَانَ لَهُم من الْأَفْعَال الحميدة وينشر مَا طواه الدَّهْر من مآثر فضائلهم العديدة وَكنت عِنْد مطالعتي كتب السّير والتواريخ واستجلائي ثَمَرهَا من يَانِع الشماريخ أحاول جمع كتاب من مجموعها مَجْمُوع حاو طرف أَخْبَار تحسد الْعين أذنها أَنَّهَا من مقولة المسموع فَلم يزل الدَّهْر مَانِعا من صرف الهمة إِلَى نحوهذا المبتدا وَكلما نصبت نول حياكته صير ذَلِك السدى سدى إِلَى إِن جَاوَرت سنة أَربع وَتِسْعين والف بمدنية الرَّسُول فتوجهت إِلَى الله فِي تَبْلِيغ المأمول واستخرت الله تَعَالَى عِنْد ذَلِك وَسَأَلت من كرمه الْإِعَانَة على مَا هُنَالك وفوقت السهْم إِلَى مَا أردْت فَأصَاب بِحَمْد الله شاكلة الصَّوَاب واطلع الله الْفِكر على مَا اشْتهيت وهيأ لي الْأَسْبَاب وَلَا شكّ إِن لشمس النجع مِيقَات ولقضاء الْحَوَائِج أَوْقَات فشرعت فِيهَا زمَان فت فِي الْأَعْضَاء وابطل جَانب الثِّقَة والاعتضاد إِن توسل فِيهِ اللبيب ببلاغة الصادين لم يرو غلَّة صَاد وَلم ير إِلَّا خديعة من مداهن أَو مضاد وَلَو دوخ مَا وَرَاء قَاف لم يحظ بكاف مَا دهاه وَلَا لحظته بِنَظَر الْعَطف عين رَاء كَمَا اشتهاه أَو نثر مَا يضاهي حلق الدروع تأسيا لَام إِذا لَهُ مسبحا ذيل ملام لكنني استدمت عَلَيْهِ بجوار رَسُول الله والقرابة واستمددت من نواله العذب الجم طَاقَة
1 / 58
خير أغلقت بِفَتْحِهَا من الشَّرّ بَابه فغربلت من بطُون السّير والمصنفات مَعْنَاهُ الدَّقِيق وغصت من لج التواريخ على دره النسيق تصان عَن الْخَيط أوراق عَلَيْهِ اشْتَمَلت ويترفع عَن السُّقُوط نضيج أثمار أشجاره احتملت فقد تجلى فِي عُيُون الإفادات أشكالا وصنوفا وتحلى من فنون الإجادات أساور وشنوفا وحوت أغصانه الْمَائِدَة كل خير طيب الجنى فَكَأَنَّهَا مائدة وَقيد من الْفَوَائِد كل شاردة فَهِيَ فِي الْحَقِيقَة للألباب صائدة خزانَة كتب جمعت فِي كتاب ومدينة علم مِنْهَا إِلَى كل فن بَاب وَهَذِه عدَّة الْكتب الَّتِي كَانَ مِنْهَا استمدادي فَقَوِيت بهَا يَدي على حمل آدى سيرة الشَّامي الشَّيْخ مُحَمَّد بن يُوسُف سيرة شمس الدّين الْبرمَاوِيّ سيرة ابْن سيد النَّاس الْمَوَاهِب اللدنية سيرة مغلطاي سيرة الشَّيْخ مُحَمَّد الصَّالِحِي الْمُسَمَّاة زَاد الْمعَاد الاكتفا لأبي بكر الكلَاعِي الشفا للْقَاضِي عِيَاض شرح سيرة ابْن هِشَام الْمُسَمّى بالروض الْأنف لأبي قَاسم السُّهيْلي ذخائر العقي فِي مَنَاقِب ذَوي الْقُرْبَى للمحب الطيري العقد الثمين فِي مَنَاقِب أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ لَهُ أَيْضا تَارِيخ المَسْعُودِيّ الْمُسَمّى مروج الذَّهَب وَمَعَان الْجَوْهَر تَارِيخ الْعَلامَة مُحَمَّد بن عُثْمَان الذَّهَبِيّ الْمُسَمّى دوَل الْإِسْلَام تَارِيخ القَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن خلكان تَارِيخ الْخَمِيس للعلامة مُحَمَّد بن حُسَيْن الديار بكري تَارِيخ الْعَلامَة عبد الْوَهَّاب بن السُّبْكِيّ
1 / 59
تَارِيخ ابْن الْجَوْزِيّ الْمُسَمّى ب المنتظم فِي أَخْبَار الْأُمَم الْعَرَب والعجم تَارِيخ الْقُدس والخليل الْمُسَمّى بالأنس الْجَلِيل تَارِيخ الْعُتْبِي الْمُسَمّى باليميني جعله ليمين الدولة مَحْمُود بن سبكتكين فِي غَزَوَاته وفتوحاته ومناقبه تَارِيخ الصَّفَدِي تَارِيخ الجزيري تَارِيخ البهوتي تَارِيخ القطبي تَارِيخ رضوَان أَفَنْدِي الْمُسَمّى بِالْجمعِ الْغَرِيب فِيمَا يسر الكئيب تَارِيخ مُحَمَّد بن جَار الله الْمُسَمّى بالجامع اللَّطِيف تَارِيخ اليافعي تَارِيخ أَحْمد بن عَليّ الْمَعْرُوف بِابْن زنبل تَارِيخ الْعَلامَة التقي الفاسي الْمُسَمّى شِفَاء الغرام تَارِيخ الْخُلَفَاء للسيوطي تَارِيخ الْعَلامَة عبد الرَّحْمَن بن خلدون الخضرمي تَارِيخ الفاكهي تَارِيخ ابْن فَهد الْمُسَمّى إتحاف الورى تَارِيخ الخزرجي تَارِيخ خلفاء الزَّمن للسمرقندي تَارِيخ الْأَزْرَقِيّ تَارِيخ ابْن ظهيرة الْمُسَمّى بالأخبار المستفادة فِيمَن ولي مَكَّة من آل قَتَادَة تَارِيخ يُوسُف بن تغري بردي الْمُسَمّى مورد اللطافة فِيمَن ولي السلطنة والخلافة تَارِيخ الديبع الْمُسَمّى بغية المستفيد تَارِيخ عَليّ بن عبد الْقَادِر الطَّبَرِيّ الْمُسَمّى بالأرج المسكي بالتاريخ الْمَكِّيّ تَارِيخ الكامي مُحَمَّد بن مصطفى
1 / 60
تَارِيخ الْمَدِينَة الْمُسَمّى بخلاصة الوفا للسَّيِّد السمهودي تَارِيخ ابْن عربشاه الْمُسَمّى عجائب الْمَقْدُور فِي أَخْبَار ابْن تيمور تَارِيخ الحائني الْمُسَمّى حقيبة الْأَسْرَار وجهينة الْأَخْبَار تَارِيخ السُّيُوطِيّ الْمُسَمّى نظم العقيان فِي أَعْيَان الْأَعْيَان تَارِيخ ابْن حجر الْعَسْقَلَانِي الْمُسَمّى بالدرر الكامنة فِي أَخْبَار أهل الْمِائَة الثَّامِنَة ذيل الضَّوْء اللامع فِي أهل الْقرن التَّاسِع مَعًا للعلامة السخاوي فتح الْبَارِي شرح البُخَارِيّ للعلامة ابْن حجر الْعَسْقَلَانِي التلقيح لِابْنِ الْجَوْزِيّ الفتوحات المكية للشَّيْخ الْأَكْبَر سَيِّدي مُحي الدّين بن عَرَبِيّ العواصم من القواصم لَهُ جَوَاهِر الْعقْدَيْنِ فِي فضل الشريفين للسَّيِّد السمهودي الوشاح لِابْنِ دُرَيْد الخطط للمقريزي كتاب الروضتين لأبي شهامة تذكرة ابْن حمدون تذكرة ابْن فَهد طَبَقَات ابْن سعد تذكرة الصَّفَدِي العرائس لِلثَّعْلَبِي علل الشَّرَائِع وَالْأَحْكَام للمسعودي المسامرة لِابْنِ عَرَبِيّ
1 / 61
الْكَشَّاف للزمخشري ربيع الْأَبْرَار لَهُ روض الْأَخْبَار كتاب الأذكياء لِابْنِ الْجَوْزِيّ مرْآة الزَّمَان لسبطه الْكَامِل لأبي الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يزِيد عرف بالمبرد الْكَامِل لِابْنِ الْأَثِير كتاب الْمُبْتَدَأ للحجري كتاب الْوَصِيَّة قلادة النَّحْر لأبي مخرمَة كتاب ألف با للبلوي سراج الْمُلُوك خريدة الْعَجَائِب الرياض النضرة للمحب الطيري المدارك للنسفي الْمدْخل لِابْنِ الْحَاج الْمَالِكِي العقد لِابْنِ عبد ربه رحْلَة ابْن جُبَير شوق الْعَرُوس وانس النُّفُوس للحسين بن مُحَمَّد الدَّامغَانِي شرح المقامات للمطرزي حَيَاة الْحَيَوَان الْكُبْرَى للدميري ري العاطش وانس الواحش لمُحَمد بن عمار درة الغواص للحريري الْبَحْر العميق لِابْنِ الضياء الْقَامُوس للمجد الفيروزابادي بَحر الْأَنْسَاب
1 / 62
عُمْدَة الطَّالِب تحفة الطَّالِب للسمرقندي انساب قُرَيْش للزبير بن بكار الصَّوَاعِق لِابْنِ حجر الهيثمي قَوَاعِد العقائد للغزالي الْمَقَاصِد للسعد التَّفْتَازَانِيّ مِصْبَاح الظلام فِي المستغيثين بِسَيِّد الْأَنَام الإشاعة لأشراط السَّاعَة للسَّيِّد مُحَمَّد البرزنجي الْمنَار المنيف فِي الصَّحِيح من الضَّعِيف للعلامة شمس الدّين بن الْقيم الرَّوْضَة الأنيقة للسَّيِّد السَّمرقَنْدِي وَسِيلَة الْمَآل نشأة السلافة سلافة الْعَصْر من محَاسِن أهل الْعَصْر حَسَنَة الزَّمَان لحسين بن نَاصِر المهلا الْإِرْشَاد لإِمَام الْحَرَمَيْنِ عبد الْملك بن أبي مُحَمَّد الْجُوَيْنِيّ نظم الْجَوَاهِر والدرر فِي أهل الْقرن الْحَادِي عشر للسَّيِّد مُحَمَّد الشلي كمامة الزهر فِي وقائع الدَّهْر المحاسن للبيهقي الريحانة لِلشِّهَابِ الخفاجي كَانَ ابْتِدَاء جمعه وتأليفه وتصريف الْقَلَم فِي إبداع ترصيفه يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشر ربيع الآخر من السّنة الْمَذْكُورَة أَعنِي سنة أَربع وَتِسْعين والف من هِجْرَة من لَهُ الْفَخر والشرف إِلَى إِن انْتهى تبييضه أَوَاخِر شهر صفر الْخَيْر من سنة ثَمَان وَتِسْعين فَكَانَت مُدَّة عنائي بِهِ ونظم منثوره من الْكتب الْمَذْكُورَة أَرْبعا من السنين محبورة فَعندهَا وقف الْقَلَم قهرا وَأَن كَانَت الْوُجُود مستمرة وسألحق بِهِ مَا يَتَجَدَّد مِنْهَا قيد حَياتِي طرة اثر طرة ورتبته فِي أَرْبَعَة مَقَاصِد ذَوَات أَبْوَاب وخاتمة نسْأَل الله حسنها آخر الْكتاب
1 / 63
(الْمَقْصد الأول)
(فِي ذكر نسبه ﵊ وتعدد آبَائِهِ الْكِرَام)
من لدن نَبِي الله آدم أبي الْبشر صلى الله على نَبينَا وَعَلِيهِ وعَلى سَائِر النَّبِيين وَسلم إِلَى أَبِيه سيدنَا عبد الله بن عبد الْمطلب ولمع من أخبارهم ونوادر آثَارهم ومقادير أعمارهم وَفِيه ذكر كيفيه التناسل وَذكر قابيل وهابيل وقتال أَبنَاء قابيل وَذكر نوح والطوفان والسفينة وَذكر عوج بن عنق وإلهام الله الْعَرَبيَّة عدَّة قبائل من أَوْلَاد عَابِر وَهُوَ النَّبِي هود عَلَيْهِ وعَلى نَبينَا أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام ثمَّ افْتِرَاق الْعَرَب إِلَى العدنانية والقحطانية وَذكر طسم وجديس وَتبع وَذكر العمالقة وقطورا والسميدع وجرهم وَبني إِسْمَاعِيل وَخُرُوج عَمْرو بن عَامر مزيقيا وتفرق قومه إِلَى مَكَّة وهم خُزَاعَة والى المدنية وهم الْأَوْس والخزرج وَإِلَى الشَّام وهم مُلُوك غَسَّان وَإِلَى الْعرَاق وهم مُلُوك الْحيرَة النُّعْمَان بن الْمُنْذر وَقَومه وَإِلَى غير هَؤُلَاءِ وَذكر وُلَاة مَكَّة فِي الْجَاهِلِيَّة وَقبلهَا من زمن الْخَلِيل ﵊ وَذكر بناة الْكَعْبَة قصي ثمَّ قُرَيْش ثمَّ ابْن الزبير ثمَّ الْحجَّاج بعد ذكر من قبلهم وَذكر قُرَيْش الأباطح وقريش الظَّوَاهِر وقريش العازبة وقريش العائدة ولعقة الدَّم وَذكر حلف المصيبين وَحلف الفضول وَحلف الْأَحَابِيش وَذكر حَرْب الْفجار الأول وَحرب الْفجار الثَّانِي وَذكر الحمس والحلة والطلس من قُرَيْش وَغَيرهم وَذكر النسيء وَكَيْفِيَّة الإنساء وَذكر الْإِجَازَة من عَرَفَة إِلَى منى وَمِنْهَا إِلَى مَكَّة ومتولى ذَلِك وَذكر الْحُكَّام من قُرَيْش وَذكر طمع عُثْمَان بن الْحُوَيْرِث بن أَسد بن عبد الْعُزَّى بن قصي إِن يملك قُريْشًا ويمتلك عَلَيْهِم من جَانب قَيْصر وَذكر بني عبد منَاف والحجابة والسقاية والرفادة والقيادة وَذكر وفادة عبد الْمطلب فِي وُجُوه قومه إِلَى سيف بن ذِي يزن مهنئين لَهُ بِالْملكِ وَذكر زَمْزَم وَغَيرهَا مِمَّا حفرته قُرَيْش بِمَكَّة من الْآثَار وَذكر الْفِيل وَأَصْحَابه وَغير ذَلِك
1 / 64
(الْمَقْصد الثَّانِي)
(فِي أَحْوَاله ﵊ وَفِيه سَبْعَة أَبْوَاب)
الْبَاب الأول فِي الْحمل بِهِ وولادته ورضاعه وَمَوْت عَمه أبي طَالب وَزَوجته السيدة خَدِيجَة وَخُرُوجه إِلَى الطَّائِف الْبَاب الثَّانِي فِي ذكر هجرته إِلَى الْمَدِينَة الشَّرِيفَة والغار وَمَا حوى ولحاق سراقَة بن مَالك وَشعر أبي جهل وخيمتي أم معبد وَذكر أم عفى ولقى عبد الله بن مَسْعُود وَكَيْفِيَّة دُخُول الْمَدِينَة ومواجهة الْأَنْصَار ونزوله بقباء وَبِنَاء مَسْجِدهَا وَغير ذَلِك الْبَاب الثَّالِث فِي ذكر أَعْمَامه وعماته وَأَبْنَاء أَعْمَامه وَأَبْنَائِهِمْ وَأَبْنَاء عمته وأبنائهن الْبَاب الرّبع فِي ذكر زَوْجَاته الْمَدْخُول بِهن وأخبارهن ومناقبهن ووفاتهن وَمن مَاتَ فِي حَيَاته مِنْهُنَّ وَمن توفى عَنْهُن وَمن عقد بِهن وَلم يدْخل وَمن خطبهن وَلم يعْقد وسراريه الْبَاب الْخَامِس فِي أَوْلَاده ﵊ وَأَوْلَادهمْ وتراجم كل وَاحِد مِنْهُم الْبَاب السَّادِس فِي ذكر موَالِيه وخدامه وإمائه وَكتابه وأمرائه ومؤذنيه وخطبائه وحداته وشعرائه وخيله وسلاحه وغنمه ولقاحه وثيابه وأثاثه وَمَا يتبع ذَلِك الْبَاب السَّابِع فِي الْحَوَادِث من أولي سني الْهِجْرَة الْمُشْتَمل على غَزَوَاته وبعوثه وسراياه ومعجزاته وَمَا خص بِهِ من حميد مزاياه وَسَائِر حالاته وتقلباته إِلَى حِين وَفَاته
(الْمَقْصد الثَّالِث)
(فِي ذكر الْخُلَفَاء الْأَرْبَعَة وَذكر خلَافَة الْحسن بن عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم أَجْمَعِينَ)
وَفِيه ذكر مَا وَقع فِي سَقِيفَة بني سَاعِدَة وتخلف عَليّ وَبني هَاشم وَبَعض الصَّحَابَة عَن الْمُبَايعَة ومحاجة فَاطِمَة أَبَا بكر فِي فدك والعوالي ووفاة سعد بن عبَادَة سيد الْخَزْرَج وإرسال أبي بكر الصّديق أَبَا عُبَيْدَة بن الْجراح إِلَى عَليّ برسالة
1 / 65
وَجَوَاب عَليّ عَنْهَا وَتَفْسِير غريبهما وَذكر الْأَحَادِيث الدَّالَّة على خلَافَة الصّديق وَاخْتِلَاف النَّاس فِي تأويلاتها وَذكر الاعتراضات عَلَيْهَا وأجوبتها وَذكر أقاويل أكَابِر أهل الْبَيْت فِي الثَّنَاء على الشَّيْخَيْنِ والترحم عَلَيْهِمَا وَذكر إبِْطَال مَا ينْسبهُ أهل الْأَهْوَاء إِلَيْهِمَا وَذكر نسب الصّديق وإسلامه وَصفته وقتاله أهل الرِّدَّة وَقتل خَالِد بن الْوَلِيد مَالك بن نُوَيْرَة واستعداء أَخِيه متمم بن نُوَيْرَة على خَالِد عِنْد الصّديق وقصة الصّديق مَعَ دَغْفَل النسابة وَمَا ورد من الْآيَات وَالْأَحَادِيث فِي شَأْنه خَاصَّة وَذكر أَوْلَاده ووفاته وَمثل ذَلِك لكل من الْخُلَفَاء الْأَرْبَعَة بعده وقصة عمر بن الْخطاب ﵁ مَعَ عَمْرو بن معدي كرب وَذكر الشورى وَمَا آل إِلَيْهِ أمرهَا ووقعة الْقَادِسِيَّة وَذكر الْأُمُور المنقومة على عُثْمَان وَجَوَابه عَنْهَا وَذكر وقْعَة الْجمل ووقعة صفّين وَذكر التقاء الْحكمَيْنِ بدومة الجندل وَذكر مكر مُعَاوِيَة لعَمْرو بن الْعَاصِ ومناظرة ابْن عَبَّاس للخوارج حِين أرْسلهُ عَليّ إِلَيْهِم ووقعة النهروان وَقتل ذِي الثدية الْمخْرج ومراسلات مُعَاوِيَة ﵁ إِلَى عَليّ كرم الله وَجهه وَجَوَاب عَليّ عَنْهَا ومراسلات مُعَاوِيَة إِلَى قيس بن سعد بن عبَادَة وَإِلَى مُحَمَّد بن أبي بكر الصّديق وجوابهما إِلَيْهِ وَذكر بعض أقضية عَليّ كرم الله وَجهه وشعره ومراث قيلت فِيهِ
(الْمَقْصد الرَّابِع)
(وَفِيه سَبْعَة أَبْوَاب)
الْبَاب الأول فِي ذكر الدولة الأموية وَفِيه ذكر قصَّة هِنْد بنت عتبَة بن ربيعَة وَالِدَة مُعَاوِيَة ﵁ وَصلح الْحسن بن عَليّ مَعَ مُعَاوِيَة ونزوله عَن الْخلَافَة لَهُ بِشُرُوط اشترطها الْحسن وفى لَهُ مُعَاوِيَة بكلها أَو جلها واستلحاق مُعَاوِيَة زِيَاد بن سميَّة إِلَى نسب أبي سُفْيَان وَمَا قيل فِي ذَلِك وَقتل زِيَاد حجر بن عدي وَأَصْحَابه من شيعَة عَليّ كرم الله وَجهه وَمَوْت زِيَاد بن أَبِيه وَذكر سياسات مُعَاوِيَة الَّتِي ملك بهَا الْجنُود وأحكمت لَهُ بهَا الْعُقُود وَذكر عهد مُعَاوِيَة لِابْنِهِ يزِيد بالخلافة وَذكر توجه الْحُسَيْن إِلَى الْكُوفَة واستشهاده بكربلاء على التَّفْصِيل وَذكر مَنَاقِب الْحُسَيْن بن عَليّ ﵄ وَذكر ولَايَة الْوَلِيد بن
1 / 66
عتبَة على الْحجاز وعزل عَمْرو بن سعد الْأَشْدَق وَذكر خلع أهل الْمَدِينَة يزِيد ووقعة الْحرَّة وحصار مَكَّة وَذكر بيعَة عبد الله بن الزبير وَذكر انْتِقَاض أَمر عبيد الله بن زِيَاد ورجوعه إِلَى الشَّام وَذكر مسير الْخَوَارِج إِلَى ابْن الزبير ثمَّ مفارقتهم إِيَّاه وَذكر خُرُوج سُلَيْمَان بن صرد الْخُزَاعِيّ فِي التوابين من الشِّيعَة للأخذ بثأر الْحُسَيْن بن عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا وَذكر الْمُخْتَار بِالْكُوفَةِ وأخباره وَذكر مسير ابْن زِيَاد إِلَى الْمُخْتَار وَخلاف أهل الْكُوفَة عَلَيْهِ وغلبه إيَّاهُم وَذكر شَأْن الْمُخْتَار مَعَ ابْن الزبير وَذكر مقتل ابْن زِيَاد وَذكر مسير مُصعب بن الزبير وَقَتله إِيَّاه وَذكر مسير عبد الْملك بن مَرْوَان إِلَى الْعرَاق وَقَتله مُصعب بن الزبير وَذكر زفر بن الْحَارِث الْكلابِي بقرقيسياء وتوجيه عبد الْملك بن مَرْوَان الْحجَّاج إِلَى مَكَّة لقتل عبد الله بن الزبير وَذكر ولَايَة الْمُهلب حَرْب الْأزَارِقَة وَولَايَة الْحجَّاج على الْعرَاق وَذكر وثوب أهل الْبَصْرَة على الْحجَّاج وَذكر شبيب بن يزِيد الحروري وَذكر فرسَان الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام وَذكر وَفَاة الْحجَّاج وقصة وضاح اليمني مَعَ أم الْبَنِينَ زَوْجَة الْوَلِيد بن عبد الْملك وَهِي عَرَبِيَّة ذكرهَا ابْن حمدون فِي التَّذْكِرَة وَغَيره وَبِنَاء الْوَلِيد بن عبد الْملك جَامع دمشق الْمَعْرُوف بِجَامِع بني أُميَّة وَغَيره ذَلِك الْبَاب الثَّانِي فِي ذكر الدولة العباسية وَفِيه ذكر قيام أبي مُسلم الْخُرَاسَانِي بالدعوة العباسية وَذكر الشِّيعَة ومبادئ دولهم وَذكر كَيْفيَّة بِنَاء الْمَنْصُور مَدِينَة بَغْدَاد وَذكر توسيع الْمَسْجِد الْحَرَام وتربيعه للمهدي العباسي وإيقاع الرشيد بالبرامكة وَاخْتِلَاف النَّاس فِي أَسبَاب نكبتهم وَذكر فتح المعتصم عمورية وَظُهُور القرامطة أَيَّام المكتفي عَليّ بن المعتضد العباسي وَظُهُور النَّار من الْحرَّة الشرقية بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَشرح وَاقعَة التتار ومبدأ أَمرهم وقتلهم الْخَلِيفَة المستعصم العباسي آخر خلفاء بَغْدَاد وَغير ذَلِك الْبَاب الثَّالِث فِي ذكر الدولة العبيدية المسمين بالفاطميين وَفِيه ذكر الْخلاف فِي صِحَة نسبهم وَذكر افْتِتَاح الْمعز الفاطمي مصر على يَد عَبده جَوْهَر الرُّومِي الصّقليّ وَذكر عجارف الْحَاكِم بِأَمْر الله مِنْهُم وَكَيْفِيَّة مَقْتَله وفتنة
1 / 67
البساسيري بِبَغْدَاد وخطبته بهَا للمستنصر الفاطمي وَإِخْرَاج الْخَلِيفَة الْقَائِم بِأَمْر الله العباسي إِلَى حَدِيثَة عانة وإعادة الْملك طغرلبك إِيَّاه وَذكر الغلاء الشَّديد والقحط الْعَظِيم بديار مصر سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة فِي خلَافَة الْمُسْتَنْصر الفاطمي الْمَذْكُور وَغير ذَلِك الْبَاب الرَّابِع فِي ذكر الدولة الأيوبية الكردية وَفِيه ذكر قتل شاور وَذكر العاضد آخر الْخُلَفَاء العبيديين وَذكر نور الدّين الشَّهِيد مَحْمُود بن زنكي وَذكر القَاضِي الْفَاضِل واستكتاب صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب إِيَّاه وصلب صَلَاح الدّين عمَارَة اليمني وقاضي مصر وَجَمَاعَة لتمالئهم على قصد سوء وَذكر الْوَزير جمال الدّين الْأَصْفَهَانِي الْجواد الْمَشْهُور ومدفنه بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة وَغير ذَلِك الْبَاب الْخَامِس فِي الدولة التركمانية ووقائع آثَارهم الْبَاب السَّادِس فِي ذكر دولة الشراكسة وبدائع أخبارهم الْبَاب السَّابِع فِي ذكر الدولة العثمانية أعدل سلاطين الْإِسْلَام أدام الله دولتهم إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَفِيه ركُوب السُّلْطَان سليم خَان بن بايزيد على إِسْمَاعِيل شاه بعد مراسلته وَذكر مراسلة السُّلْطَان سُلَيْمَان خَان لإِمَام الْيمن الإِمَام المطهر وَجَوَاب الإِمَام إِلَيْهِ وَذكر عمَارَة سور الْمَدِينَة المشرفة وَعمارَة كريمية وَهِي أم السلاطين عين عَرَفَة وَذكر ابْتِدَاء تعمير الْمَسْجِد الْحَرَام فِي دولة السُّلْطَان سليم بن سُلَيْمَان خَان وإتمامه فِي دولة السُّلْطَان مُرَاد بن سليم خَان وَغير ذَلِك
(واما الخاتمة فتشمل على ثَلَاثَة أَبْوَاب)
الْبَاب الأول مِنْهَا فِي ذكر نسب الطالبيين وَذكر الْمَشَاهِير من أَعْقَابهم وَفِيه ذكر الْأَئِمَّة الاثنى عشر وتراجم كل وَذكر بني حُسَيْن أُمَرَاء الْمَدِينَة الشَّرِيفَة وواقعة الْخَوَارِزْمِيّ مَعَ البديع الْهَمدَانِي فِي مجْلِس أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن مُوسَى بن أَحْمد من عقب مُوسَى الكاظم وَذكر دُخُول دعبل الْخُزَاعِيّ على الإِمَام مُوسَى الكاظم وإنشاده قصيدته فِي آل الْبَيْت التائية الْمَشْهُورَة وَغير ذَلِك
1 / 68
الْبَاب الثَّانِي مِنْهَا فِي ذكر من دَعَا مِنْهُم إِلَى الْمُبَايعَة وَذكر مَكَان دُعَائِهِ وزمانه وَمَا جرى على كل قَائِم مِنْهُم من خَليفَة زَمَانه وتعداهم من عَليّ بن أبي طَالب كرم الله وَجهه إِلَى يَوْمنَا هَذَا وَفِيه ذكر اخْتِلَاف الشِّيعَة وانقسام مذاهبهم إِلَى الزيدية وَإِلَى الرافضة وانقسام الرافضة إِلَى اثنى عشرِيَّة ويخصون باسم الإمامية وَإِلَى الإسماعيلية وَمِنْهُم فِي الِاعْتِقَاد القرامطة مَعَ اخْتِلَاف بَينهم فِي سِيَاق الْإِمَامَة وَذكر الْفرْقَة الكيسانية وَذكر مراسلات الْمَنْصُور العباسي مَعَ مُحَمَّد النَّفس الزكية ابْن عبد الله الْمَحْض ومقتله وَذكر الْأَئِمَّة القائمين بالدعوة فِي قطر الْيمن وَغير ذَلِك الْبَاب الثَّالِث مِنْهَا فِي ذكر من ولي مَكَّة المشرفة من آل أبي طَالب إِلَى يَوْمنَا هَذَا وَفِيه ذكر آل أبي الطّيب وأخبارهم والهواشم وآثارهم والقتادات وهم ولاتها إِلَى هَذَا الأوان فَلَا أخلى الله مِنْهُم الزَّمَان وَالْمَكَان وَذكر بعض تراجم الْأَعْيَان الْكِرَام من أهل الْحَرَمَيْنِ ومصر وَالشَّام مِمَّن توفّي بعد الْألف إِلَى عَام إِتْمَامه جعله الله مشمولًا بِالْخَيرِ وَالرِّضَا فِي بدئه وختامه وَلما تمّ تأصيله وترتيبه وكمل تربيع مقاصده وتبويبه سميته تَسْمِيَة مُطَابقَة لوصفه فِي الْوَاقِع ضابطة لسنة تَارِيخه بعد أَن حوم شاهين الْفِكر حَتَّى ظننته عَلَيْهَا غير وَاقع فَكَانَت التَّسْمِيَة تَارِيخا لَهُ وَذَلِكَ من أبداع الْبَدَائِع وَأفضل النّيل لم يتَّفق ذَلِك فِي الزَّمن الْخَالِي إِلَّا لِأَحْمَد الْفضل باكثير فِي كِتَابه وَسِيلَة الْمَآل فِي عد مَنَاقِب الْآل فَرفع بِهِ علم تبجحه منتصبًا وجر الذيل وَهِي سمط النُّجُوم العوالي فِي أنباء الْأَوَائِل والتوالي وقدمته لحضرة سيد الشرفا وسليل الخلفا ومفرد آل بَيت الْمُصْطَفى وَجَعَلته خدمَة لَهُ برسمه وتوجته بلقبه الشريف واسْمه جَامع أشتات المكارم والفضائل حاوي محَاسِن الْأَوَاخِر والأوائل سلالة الْبَيْت النَّبَوِيّ وزلال الْغَيْث الروي مظهر الْملك ومعهده ومجدد بنائِهِ ومشيده ومحيي مَا أمحل من أَرض العفاة بوابل جوده وحائز إِرْث النُّبُوَّة والخلافة عَن آبَائِهِ وجدوده من أعطَاهُ الله من صنوف الإعزاز والتمكين مَا لم يُعْطه لغيره ودانت لَهُ الْأَيَّام حَتَّى ذلت الْأسود فِي حالتي
1 / 69
إِقَامَته وسيره وخدمته الْأَيَّام والليالي وباهت بِهِ من درج فِي الحقب الخوالي وَوجدت النَّاس فِي أَيَّامه السعيدة أَمَانًا من الْحَوَادِث وَانْطَلَقت الألسن بِالدُّعَاءِ لجنابه فَهُوَ إِن شَاءَ الله للأعمار وَارِث فأيامه مواسم وطرق هباته نواسم وثغور الْأَيَّام فَرحا بِهِ فِي رحابه بواسم وسعادات تَدْبيره لأدواء اللأواء حواسم وربوع الْجور والعدوان فِي أَيَّامه طوامس وَيُقَال طواسم
(أَمِنَّا بِهِ الدهرَ المخوفَ فكلَّما ... لَهُ قامَ داعٍ بالسلامةٍ أمنَّا)
الَّذِي قد رضع ثدي الْمجد من زمن حُصُوله فِي المهد وافترش حجر الْفضل فِي حَال كَونه شَابًّا وكهل مَا ذهب إِلَى شَيْء إِلَّا شيده وأيد برهانه وَلَا انتحى أمرا إِلَّا وساعده مساعد الْقَضَاء وأعانه لَهُ محبَّة وهيبة فِي النُّفُوس وجلالة وعظمة أسها فِي الْقُلُوب مغروس صَاحب الْيَد الرحيبة فِي الْمَكَان الضّيق والخصال الشَّرِيفَة الَّتِي تَأْخُذ بِمَجَامِع الْقُلُوب فَكل ذِي لب إِلَيْهَا شيق حاد الذِّهْن سريع الْإِدْرَاك قد خصّه الله بالمناقب الَّتِي سَارَتْ بهَا الركْبَان والأفلاك والأخلاق الَّتِي لَيْسَ للنسيم لطفها وَلَا للرياض نضرتها وظرفها فَهُوَ نعْمَة من الله على الْمُسلمين يجب الِاعْتِرَاف بِقَدرِهَا ومنة على الْعباد لَا يُقَام بشكرها وَحجَّة لَا يسع الْحَاسِد لَهَا الْجُحُود وَآيَة تشهد بِأَنَّهُ زِمَام هَذَا الْوُجُود أصبح بِهِ الدَّهْر يميس إعجابا والأزمنة بعد هرمها عَادَتْ بزمنه شبَابًا منبع السِّيَادَة ونبعتها وصيت المكارم وَسمعتهَا لَهُ خلق لَو مزج بِمَاء الْبَحْر نفى ملوحته وأصفى كدورته ينابيع الْجُود تتفجر من أنامله وربيع السماح يضْحك عَن فواضله قد نشر الله فِي الْآفَاق ذكره وَأطَال فِي كل المواطن نَعته وَخَبره ومهد بِحسن سياسته وتدبيره الأقطار الحجازية وَعمر وَبسط الْعدْل فِي رَعيته وعمهم ببره وغمر ومكارمه لم تنلها الغمائم ومحاسنه تسجع بأوصافها الحمائم الإِمَام الْعَالم الْعَادِل والهمام الْأَعْظَم الْكَامِل الوافر فَضله الْبسط ظله الطَّوِيل مجده المديد سعده ذُو القريحة الوقادة والبصيرة النقادة والبديهة المعجزة والكلمات الفاضلة الموجزة فَهُوَ كالشريعة المحمدية الَّتِي نسخت الشَّرَائِع وَظهر على كافور الْأَيَّام ومسك اللَّيَالِي نورها الساطع منشر رفات الْمجد وناشر آيَاته وسابق غايات الْفضل وتالي آيَاته سُلْطَان الْحجاز الْمَدْعُو
1 / 70
لَهُ على منابره الشَّرِيفَة المستغني بشهرته عَن الإطناب بالإيجاز فِي مناقبه المنيفة حامي حمى الْحَرَمَيْنِ الشريفين بسمهريه وحسامه النامي فِي حفظ المحلين المنيفين أجره بشديد قِيَامه أجل مُلُوك هَذَا الْبَيْت وَأعظم من ركب صهوة أدهم وامتطى ظهر كميت الْمُنْتَخب من آل عبد منَاف ولؤي سيدنَا ومولانا الشريف أَحْمد ابْن مَوْلَانَا المرحوم الشريف زيد بن محسن بن الْحُسَيْن بن الْحسن بن أبي نمى لَا زَالَ النَّصْر لملكه خَادِمًا والعز لأعقابه وزيرًا ملازمًا وَعلم رفعته على رُءُوس الأشهاد قَائِما وقلم السعد بمنشور مهابته على صَحَائِف الدَّهْر راقمًا وثغر الزَّمَان بمزيد سروره باسمًا وكل من الْقَضَاء وَالْقدر بدوام سموهُ حَاكما ولسائر أُمُوره على السداد بارمًا وَلَا برح النَّصْر والسد مقرونين بعذبات علمه والآجال والأرزاق فِي ماضي سَيْفه وقلمه والتوفيق مستصحب ارائه ومصائب الْحَوَادِث أصدقاء اعدائه أَمِين أَمِين آمين ليَكُون تحفة لمجلسة العالي وعندليب أنس على غُصْن انبساطه فِي رياض الْمحْضر يصدح بالسجع الحالي أسأَل الله أَن يرزقه مِنْهُ مسحة قبُول بجاه جده الرَّسُول
وعَلى آله وَصَحبه وَسلم وَقد آن أَوَان الشُّرُوع فِي مَقْصُود الْكتاب فَنَقُول بعون الْملك الْوَهَّاب
(الْمَقْصد الأول)
(فِي ذكر نسبه ﵊ وتعداد آبَائِهِ الْكِرَام من لدن نَبِي الله آدم أبي الْبشر صلى الله على نَبينَا وَعَلِيهِ وعَلى سَائِر النَّبِيين وَسلم إِلَى أَبِيه سيدنَا عبد الله بن عبد الْمطلب ولمع من أخبارهم ومقادير أعمارهم)
فَفِي ذَلِك نقُول متوكلين على الله مستمدين من الرَّسُول قَالَ صَاحب تَارِيخ الْخَمِيس لما أَرَادَ الله تَعَالَى خلق آدم ﵊ قَالَ للْمَلَائكَة ﴿إِنّيِ جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةٌ﴾ الْبَقَرَة ٣٠ فَأَجَابُوا بقَوْلهمْ ﴿أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا﴾ الْبَقَرَة ٣٠ فَرد عَلَيْهِم (إِنّيِ أَعْلَمُ مَا لَا
1 / 71
تعلمُونَ﴾ الْبَقَرَة ٣٠ وَفِي الْآيَة الْأُخْرَى ﴿إِنِّي خَالق بشرا من طين فَإِذا سويته﴾ الْآيَة ص ٧١ ٧٢ فَسجدَ الْمَلَائِكَة فَكَانَ من إِبْلِيس مَا اقْتضى لَعنه وَبعده وَنصب الْعَدَاوَة لآدَم ﵇ وَذريته قَالَ فِي بَحر الْعُلُوم لما قَالَت الْمَلَائِكَة ﴿أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ﴾ الْآيَة الْبَقَرَة ٣٠ أَرَادَ الله أَن يظْهر فضل آدم ﵊ عَلَيْهِم فَعلمه مَا لَا يعلمُونَ قَالَ ابْن عَبَّاس وَقَتَادَة وَالضَّحَّاك علمه اسْم كل شَيْء حَتَّى الْقَصعَة والقصيعة والمغرفة ثمَّ لما طرد إِبْلِيس وأهبط من الْجنَّة بِسَبَب الِامْتِنَاع من السُّجُود لآدَم أصر على عداوته ووقف على بَاب الْجنَّة وَتعبد هُنَالك ثَلَاثمِائَة وَسِتِّينَ عَاما انتظارًا لِأَن يخرج مِنْهَا أحد يَأْتِيهِ بِخَبَر آدم ﵇ وحواء فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِك إِذْ خرج طَائِر موشى مزين يتبختر فِي مشيته فَلَمَّا رَآهُ إِبْلِيس قَالَ أَيهَا الطَّائِر مَا اسْمك قَالَ اسْمِي طَاوس قَالَ من أَيْن أَقبلت قَالَ من حديقة آدم وبستانه قَالَ مَا الْخَبَر عَن آدم قَالَ هُوَ بِخَير فِي أحسن حَال وأطيبه وَنحن من خُدَّامه فَقَالَ وَهل تَسْتَطِيع أَن تدخلني فَقَالَ لَا أقدر وَلَكِن أدلك على من يقدر فَقَالَ افْعَل فَذهب الطاوس إِلَى الْحَيَّة وَكَانَت يَوْمئِذٍ كأعظم البخاتى وَكَانَت أحسن حيوانات الْجنَّة لَهَا أَربع قَوَائِم كَالْإِبِلِ من زبرجد أَخْضَر وفيهَا كل لون رَأسهَا من الْيَاقُوت الْأَحْمَر ولسانها من الكافور وَأَسْنَانهَا من الدّرّ وذوائبها كذوائب الْجَوَارِي الْأَبْكَار فَقَالَ لَهَا الطاوس إِن خلقا بِبَاب الْجنَّة يَقُول عِنْدِي نصيحة لآدَم فَمن يذهب بِي أعلمهُ فَخرجت الْحَيَّة إِلَيْهِ وَقَالَت إِنِّي أدْخلك الْجنَّة وَلَكِن أَخَاف من لُحُوق الْبلَاء فَقَالَ لَهَا إِبْلِيس أَنْت فِي ذِمَّتِي وجواري لَا يلحقك مَكْرُوه
1 / 72
قَالَ النَّبِي
اقْتُلُوا الْحَيَّة وَلَو فِي الصَّلَاة وَإِنَّمَا أَمر بذلك إبطالًا لذمة إِبْلِيس فَقَالَت الْحَيَّة أَنا أَخَاف أَن يُصِيبنِي مثل مَا أَصَابَك فَقَالَ لَهَا إِبْلِيس أَنا أُعْطِيك جَوْهَرَة أَيْنَمَا تضعينها تكون لَك جنَّة فَأَعْطَاهَا إِبْلِيس فجعلتها فِي فِيهَا فتخرجها فِي اللَّيْل وتضعها حَيْثُ شَاءَت تستضيء بهَا وَفِي العرائس قَالَت الْحَيَّة كَيفَ أدْخلك الْجنَّة ورضوان لَا يمكنني من ذَلِك فَقَالَ إِبْلِيس أَنا أتحول ريحًا فاجعليني بَين أنيابك فتدخليني وَهُوَ لَا يعلم فأطبقت الْحَيَّة عَلَيْهِ فاها بعد أَن تحول ريحًا فَقَالَ لَهَا إِبْلِيس اذهبي بِي إِلَى الشَّجَرَة الَّتِي نهى آدم عَنْهَا فَلَمَّا انْتَهَت الْحَيَّة إِلَى تِلْكَ الشَّجَرَة تغنى إِبْلِيس بمزمار فَلَمَّا سمع آدم وحواء صَوت المزمار جَاءَا إِلَيْهِ يسمعان فَإِذا هُوَ ريح خَارج من فَم الْحَيَّة فأعجبهما الصَّوْت فَتَقَدما إِلَيْهِ شَيْئا فشيئاَ حَتَّى وَقفا عَلَيْهِ وهما يظنان أَن الْحَيَّة هِيَ الَّتِي تتغنى فَقَالَ لَهما إِبْلِيس فَقَالَا نهينَا عَن قرب هَذِه الشّجر فَقَالَ ﴿مَا نهاكما رَبكُمَا عَن هَذِه الشَّجَرَة﴾ الْأَعْرَاف ٢٠ إِلَى ﴿فدلاهما بِغُرُورٍ﴾ الْأَعْرَاف ٢٢ قسما كَاذِبًا فَهُوَ لَعنه الله أول من حلف كَاذِبًا وَأول من غش وَأول من حسد لَعنه الله وأعاذنا مِنْهُ فسبقت حَوَّاء إِلَى الشَّجَرَة فتناولت مِنْهَا خمس حبات فَأكلت وَاحِدَة وخبأت وَاحِدَة وأعطت آدم ثَلَاث حبات فَأعْطى حَوَّاء مِنْهَا وَاحِدَة وَأمْسك حبتين قيل لما خبأت حَوَّاء إِحْدَى الحبات من زَوجهَا آدم ﵇ صَار خبء النِّسَاء عَن أَزوَاجهنَّ بعض الْأَشْيَاء عَادَة لَهُنَّ ولإمساك آدم لنَفسِهِ حبتين من ثَلَاث وَإِعْطَاء حَوَّاء وَاحِدَة مِنْهَا شرع للذّكر مثل حَظّ الْأُنْثَيَيْنِ فَأوحى الله إِلَى آدم
1 / 73
لأدمين حَوَّاء فِي الشَّهْر مرَّتَيْنِ فاعترت آدم عَلَيْهَا الرَّحْمَة فَأوحى إِلَيْهِ قد علمنَا مَا لحقك على حَوَّاء من الرأفة والشفقة وَقد رفعت عَنْهَا وبناتها هم النَّفَقَة وَلما أكلا من الشَّجَرَة تطاير عَنْهُمَا لباسهما وبدت لَهما سوآتهما فطلبا وَرقا من أَشجَار الْجنَّة فَكلما طلبا شَجَرَة تعالت عَنْهُمَا إِلَّا شَجَرَة التِّين فتدلت لَهما فأخذا مِنْهَا وسترا سوأتيهما ثمَّ أهبطوا من الْجنَّة آدم وحواء وإبليس أهبط آدم بسرنديب جبل عَال يرَاهُ البحريون من مَسَافَة أَيَّام وَأثر قدمي آدم ﵊ عَلَيْهِ مغموستان فِي الْبَحْر وحواء بجدة والحية بأصبهان وإبليس بأبلة وَيرى على هَذَا الْجَبَل كل لَيْلَة كَهَيئَةِ برق من غير سَحَاب وَلَا بُد لَهُ فِي كل يَوْم من مطر يغسل اثر قديمه ﵇ وَيُقَال إِن الْيَاقُوت الْأَحْمَر يُؤْخَذ من ذَلِك الْجَبَل تحده السُّيُول والأمطار إِلَى الحضيض وروى أَن آدم ﵇ لما أهبط كَانَت رِجْلَاهُ على الأَرْض وَرَأسه فِي السَّمَاء يسمع دُعَاء الْمَلَائِكَة وتسبيحهم فَكَانَ يأنس بذلك فهابته الْمَلَائِكَة واشتكت نَفسه إِلَى الله تَعَالَى فنقص قامته إِلَى سِتِّينَ ذِرَاعا وَلما يبس مَا كَانَ على آدم من ورق الْجنَّة وتناثر كَانَ هُوَ السَّبَب لوُجُود الأفاويه بِبِلَاد الْهِنْد كالجوز والقرنفل والفلفل والهيل وأشباهها فَكَانَ ذَلِك المتناثر بذرًا لَهَا فسبحان الْحَكِيم جلّ وَعلا فَلَمَّا عريا بعد تناثر ولبسه شكا آدم ﵇ ذَلِك إِلَى جِبْرِيل فَجَاءَهُ بِأَمْر الله بِشَاة عَظِيمَة من الْجنَّة لَهَا صوف عَظِيم كثير وَقَالَ لآدَم قل لحواء تغزل من هَذَا الصُّوف وتنسج فَمِنْهُ لباسك ولباسها فغزلت حَوَّاء ذَلِك الصُّوف ونسجت مِنْهُ لنَفسهَا درعًا وخمارًا ولآدم قَمِيصًا وإزارًا ثمَّ دَعَا آدم ربه فَقَالَ يَا رب كنت جَارك فِي دَارك آكل رغدًا مِنْهَا حَيْثُ شِئْت فأهبطتني إِلَى الأَرْض وكلفتني مشاق الدُّنْيَا فَأَجَابَهُ الله يَا آدم بمعصيتك كَانَ ذَلِك إِن لي حرما بحيال عَرْشِي فَانْطَلق فَإِن لي فِيهِ بَيْتا ثمَّ طف بِهِ كَمَا رَأَيْت ملائكتي يحفونَ بعرشي فهنالك أستجيب لَك ولأولادك من كَانَ مِنْهُم فِي طَاعَتي
1 / 74