السَّلَام وَأقَام إِبْرَاهِيم بِنَاحِيَة من أَرض فلسطين بَين الرملة وايليا وَهُوَ يضيف من يَأْته وَقد أوسع الله عَلَيْهِ وَبسط لَهُ فِي الرزق وَكَانَ لوط بن هاران بن تارح ابْن أخي إِبْرَاهِيم ﵊ وَفِي الْكَشَّاف وَكَانَ لوط ابْن أُخْت إِبْرَاهِيم ﵊ وَهُوَ أول من آمن لَهُ يَوْم النَّار وَكَانَ مَعَه فِي هجرته وَهُوَ النَّبِي الْمَذْكُور فِي الْقُرْآن الْمَبْعُوث إِلَى سدوم وَسَائِر الْقرى الْخمس المؤتفكة وَهِي سدوم وعمورا وَحَصُورًا وصابورا وَفِي الْكَشَّاف صيعة وصبور وعمواء ومي وسدوم وَهِي الْعُظْمَى وَذكر أَن سدوم جَمِيع مَا أَقَامَت عامرة إِحْدَى وَخمسين سنة قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ قرى قوم لوط كَانَت خمْسا أهلك الله أَرْبعا بِأَهْلِهَا وَبقيت وَاحِدَة وَهِي بِلَاد بَين تخوم الْحجاز مِمَّا يَلِي الْأُرْدُن وبلاد فلسطين إِلَّا أَن ذَلِك فِي حيّز الشَّام خراب لَا أنيس بِهِ وَلَا حسيس قَالَ الثَّعْلَبِيّ فِي العرائس وَإِنَّمَا سمى لوط لِأَن حبه ليط بقلب إِبْرَاهِيم أَي تعلق ولصق فَكَانَ إِبْرَاهِيم ﵇ يُحِبهُ حبا شَدِيدا وَهَاجَر مَعَه إِلَى مصر وَعَاد إِلَى الشَّام فَأرْسلهُ الله إِلَى أهل سدوم الْقرْيَة الَّتِي قيل فِيهَا أجور من قَاضِي سدوم وَكَانُوا أهل كفر وفاحشة فَقَالَ لَهُم لوط أتقطعون السَّبِيل وتأتون فِي ناديكم الْمُنكر وَكَانَ قطعهم السَّبِيل إتْيَان الْفَاحِشَة بِمن ورد عَلَيْهِم إِذا مر عَلَيْهِم الْمَار أمسكوه وفعلوا بِهِ اللواط وَفِي ناديهم الْمُنكر نِكَاح بَعضهم بَعْضًا وَعَن عَائِشَة كَانُوا يتحابقون فِي الْمجَالِس وَعَن ابْن عَبَّاس الْمُنكر هُوَ الْحَذف بالعصى وَالرَّمْي بالبنادق والفرقعة