Cinta de las Estrellas Elevadas
سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي
Investigador
عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض
Editorial
دار الكتب العلمية
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
Ubicación del editor
بيروت
Géneros
Historia
مِنْهَا وَكَأَنَّهَا طارت سَاعَة وَوَقعت على الأَرْض فشرقت وغربت وَأَنَّهَا لم تقصد لوجه من الْوُجُوه إِلَّا اشتعل نَارا ودخانًا وقصت رؤياها على آدم فَقَالَ أحسبك اشْتَمَلت على ولد نسْأَل الله السَّلامَة من شَره فَكَادَتْ أَن تَمُوت حَوَّاء فِي وَضعهَا وَنظرت إِلَيْهَا على غير صُورَة بنيها وَذَلِكَ أَن الله أشنع صورتهَا وَعظم خلقهَا وَأَصَح مَا جَاءَ فِي صفتهَا مَا رُوِيَ عَن عَليّ بن أبي طَالب كرم الله وَجهه أَنه خطب فَذكر الجبارين وَذكر عوجا ابْنهَا فوصفها وَهُوَ على الْمِنْبَر فَقَالَ إِن أول بغي على وَجه الأَرْض عنق بنت آدم خلقهَا الله خلقا لم يخلق أحدا من بني آدم مثلهَا وَذَلِكَ أَنه كَانَ لَهَا فِي كل يَد عشرُون إصبعًا فِي كل إِصْبَع ظفران كالمنجلين ومجلسهما من الأَرْض قدر جريب وَكَانَ ضوء وَجههَا كلهب النَّار وَإِن الله لما أخرجهَا إِلَى الدُّنْيَا وَرَآهَا آدم وحواء ارتاع مِنْهَا وَقَالَ بئْسَمَا ولدت يَا حَوَّاء فَقَالَت يَا صفوة الله هَل لي وَلَك فِي قدرَة الله اعْتِرَاض وَكَانَ لَا يكفيها لبن حَوَّاء فتحلب لَهَا الْإِبِل والأغنام وَلم تكفها وتشب فِي الْيَوْم كَغَيْرِهَا فِي الشَّهْر وَفِي الشَّهْر كَغَيْرِهَا فِي السّنة فَمَا آن فطامها إِلَّا وَقد غلظ أمرهَا وَكثر شَرها على بني أَبِيهَا وسمتها حَوَّاء عنق وَهِي بِالْعَرَبِيَّةِ المسؤمة وَجعلت تؤذي إخوتها وَمَتى مَا علقت بِأحد خرقت ثِيَابه وأدمته وَكسرت كل مَا تقع يَدهَا عَلَيْهِ وَزَاد شَرها وَكَانَت إِذا نهتها حَوَّاء عَن شَيْء لَا تعْمل غَيره وَإِذا هَمت أَن تمنعها خافتها على نَفسهَا لعظم خلقهَا لِأَنَّهُ مَا فِي بني آدم أعظم من خلقهَا وَجعل إخوتها يهابونها وَلَا يأوون موضعا تكون فِيهِ وآدَم يشنؤها فَلَمَّا رَأَتْ مِنْهُم ذَلِك كَانَت تخرج إِلَى الصَّحرَاء وتطلب الْبر وتحتال على الوحوش وَالطير فتأكلها وَلما رَآهَا إِبْلِيس اسْتحْسنَ صورتهَا فتصور لَهَا فِي صُورَة تقاربها وجاءها وَهِي خَالِيَة بِنَفسِهَا فحياها فأجابته وَقَالَت لَهُ من أَنْت فَإِنِّي لم أرك قبل هَذَا فَقَالَ صدقت يَا عنق أَنا من ولد قابيل أَخِيك الَّذِي هرب من أَبِيه فَمَا يمنعك أَن تَأْتِينَا فِي مَنَازلنَا فَإِن أَبَاك وأمك يشنؤك وَلَا خير عِنْدهم فسارت مَعَه إِلَى عِنْد قابيل وَولده فَلم تمنع من جاءها عَن نَفسهَا حَتَّى حملت بعوج وَأَرَادَ الله أَن يَجعله حَدِيثا فِي الأَرْض فولدته أعظم مِنْهَا فَقَالَ لَهَا إِبْلِيس يَا عنق هَل لَك أَن أجعلك ملكة الْجِنّ مثل مَا كَانَ أَبوك ملك الْإِنْس فَقَالَت وَكَيف ذَاك فَقَالَ إِن الله أعلم أَبَاك الِاسْم الَّذِي
1 / 164